الشيخ تقي الدين أبو الصلاح
 
عثمان بن عبدالرحمن بن عثمان الامام العلامة مفتي الشام ومحدثها الشهرزوري ثم الدمشقي سمع الحديث ببلاد الشرق وتفقه هنالك بالموصل وحلب وغيرها وكان أبوه مدرسا بالاسدية التي بحلب وواقفها أسد الدين شيركوه ابن شاذي وقدم هو الشام وهو في عداد الفضلاء الكبار وأقام بالقدس مدة ودرس بالصلاحية ثم تحول منه إلى دمشق ودرس بالرواحية ثم بدار الحديث الاشرفية وهو أول من وليها من شيوخ الحديث وهو الذي صنف كتاب وقفها ثم بالشامية الجوانية وقد صنف كتبا كثيرة مفيدة في علوم الحديث والفقه وله تعاليق حسنة على الوسيط وغيره من الفوائد التي يرحل إليها وكان دينا زاهدا ورعا ناسكا على طريق السلف الصالح كما هو طريقة متأخري أكثر المحدثين مع الفضيلة التامة في فنون كثيرة ولم يزل على طريقة جيدة حتى كانت وفاته بمنزله في دار الحديث الاشرفية ليلة الاربعاء الخامس والعشرين من ربيع الاخر من سنة ثلاث وأربعين وستمائة وصلى عليه بجامع دمشق وشيعه الناس إلى داخل باب الفرج ولم يمكنهم البروز لظاهره لحصار الخوارزمية وما صحبه إلى جبانة الصوفية إلا نحو العشرة رحمه الله وتغمده برضوانه وقد اثنى عليه القاضي شمس الدين بن خلكان وكان من شيوخه قال السبط انشدني الشيخ تقي الدين من لفظه رحمه الله
احذر من الواوات أربعة * فهن من الحتوف
واو الوصيةوالوديعة * والوكالة والوقوف
وحكى ابن خلكان عنه انه قال الهمت في المنام هؤلاء الكلمات ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا والالحاح في الطلب يذهب البهاء وما أقرب الصنيع من الملهوف وربما كان العسر نوعامن آداب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة قبل أن تدرك فإنك ستنالها في أوانها ولا تعجل في حوائجك فتضيق بها ذرعا ويغشاك القنوط