محاورة بين خالد بن الوليد وعمرو بن عبد المسيح
 

بسم الله الرحمن الرحيم


- لما مثل عمرو بن عبد المسيح أمام خالد قال له خالد :
- كم أتى عليك ؟
- مئون من السنين
- فما أعجب ما رأيت ؟
- رأيت القرى منظومة ما بين دمشق والحيرة تخرج المرأة من الحيرة فلا تزود إلا رغيفا ( 1 ) فتبسم خال وقال :
- هل لك من شيخك إلا عمله . خرفت والله يا عمرو . ثم أقبل على أهل الحيرة وقال : ألم يبلغني أنكم خبثة خدعة مكرة فما لكم تتناولون حوائجكم بخرف ( 2 ) لا يدري من أين جاء ؟ فتجاهل له عمرو وأحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عقله ويستدل به على صحة ما حدث به فقال :
- وحقك أيها الأمير إني لأعرف من أين جئت
- فقال : من أين جئت
- فقال عمرو : أقرب أم أبعد ؟
- ما شئت
- من بطن أمي
- فأين تريد ؟
- أمامي
- وما هو ؟
- الآخرة
- فمن أين أقصى أثرك
- من صلب أبي
- ففيم أنت ؟
- في ثيابي
- أتعقل ؟
- إي والله وأقيد
- إنما أسألك
- فأنا أجيبك
- أسلم أنت أم حرب ؟
- بل سلم
- فما هذه الحصون ؟
- بنيناها للسفيه نحسبه حتى ينهاه الحليم
- قتلت أرض جاهلها . وقتل أرض عالمها والقوم أعلم بما فيهم
- فقال عمرو : أيها الأمير النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النمل
_________
( 1 ) أي لأنهخا لا تعدم ما تأكله في طريقها لقرب القرى من بعضها مع المسافة بين دمشق والحيرة ولكرم الأهلين
( 2 ) برجل فاسد العقل لكبر سنه



 

أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ محمد رضا ـ