الشيخ علي المعروف بالحريري
 
أصله من قرية بسر شرقي ذرع وأقام بدمشق مدة يعمل صنعة الحرير ثم ترك ذلك وأقبل يعمل الفقيري على يد الشيخ علي المغربل وابتنى له زاوية على الشرف القبلي وبدرت منه أفعال أنكرها عليه الفقهاء كالشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين ابن الصلاح والشيخ ابي عمرو بن الحاجب شيخ المالكية وغيرهم فلما كانت الدولة الاشرفية حبس في قلعة عزتا مدة سنين ثم أطلقه الصالح إسماعيل واشترط عليه أن لا يقيم بدمشق فلزم بدلده بسر مدة حتى كانت وفاته في هذه السنة قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في الذيل وفي رمضان أيضا توفي الشيخ على المعروف بالحريري المقيم بقرية بسر في زاويته وكان يتردد إلى دمشق وتبعه طائفة من الفقراء وهم المعروفون بأصحاب الحريري أصحاب المنافي للشريعة وباطنهم شر من ظاهرهم إلا من رجع إلى الله منهم وكان عند هذا الحريري من الاسهزاء بأمور الشريعة والتهاون فيها من إظهار شعائر أهل الفسوق والعصيان شيئ كثير وأنفسد بسببه جماعة كبيرة من أولاد كبراء دمشق وصاروا على زي أصحابه وتبعوه بسبب أنه كان خليع العذار يجمع مجلسه الغنا الدائم والرقص والمردان وترك الانكار على احد فيما يفعله وترك الصلوات وكثرت النفقات فأضل خلقا كثيرا وأفسد جما غفيرا ولقد أفتى في قتله مرارا جماعة من علماء الشريعة ثم أراح الله تعالى منه هذا لفظه بحروفه