علي بن يحيى جمال الدين أبو الحسن المحرمي
 
كان شابا فاضلا أديبا شاعرا ماهرا صنف كتابا مختصرا وجيزا جامعا لفنون كثيرة في الرياضة والعقل وذم الهوى وسماه نتائج الافكار قال فيه من الكلم المستفادة الحكمية السلطان إمام متبوع ودين مشروع فإن ظلم جارت الحكام لظلمه وإن عدل لم يجر أحد في حكمه من مكنه الله في ارضه وبلاده وائتمنه على خلقه وعباده وبسط يده وسلطانه ورفع محله ومكانه فحقيق عليه أن يؤدي الامانة و يخلص الديانة ويجمل السريرة ويحسن السيرة ويجعل العدل دأبه المعهود والأجر غرضه المقصود فالظلم يزل القدم ويزيل النعم ويجلب الفقر ويهلك الامم وقال أيضا معارضة الطبيب توجب التعذيب رب حيلة أنفع من قبيلة سمين الغضب مهزول ووالي الغدر معزول قلوب الحكماء تستشف الاسرار من لمحات الابصار أرض من أخيك في ولايته بعشر ما كنت تعهده في مودته التواضع من مصائدالشرف ما أحسن حسن الظن لولا أن فيه العجز ما اقبح سوء الظن لولا أن فيه الحزم وذكر في غضون كلامه أن خادما لعبد الله بن عمر أذنب فأراد ابن عمر أن يعاقبه على ذنبه فقال يا سيدي أما لك ذنب تخاف من الله فيه قال بلى قال بالذي أمهلك لما أمهلتني ثم أذنب العبد ثانيا فأراد عقوبته فقال هل مثل ذلك فعفا عنه ثم أذنب الثالثة فعاقبه وهو لا يتكلم فقال له ابن عمر مالك لم تقل مثل ما قلت في الاولتين فقال يا سيدي حياء من حلمك مع تكرار جرمي فبكى ابن عمر وقال أنا أحق بالحياء من ربي أنت حر لوجه الله تعالى ومن شعره يمدح الخليفة
يا من إذا بخل السحاب بمائه * هطلت يداه على البرية عسجدا
جورت كسرى يا مبخل حاتم * فغدت بنو الامال نحوك سجدا
وقد أورد له ابن الساعي أشعارا كثيرة حسنة رحمه الله تعالى