ثم دخلت سنة تسع وخسمين وستمائة
 
استهلت بيوم الاثنين لأيام خلون من كانون الاول وليس للمسلمين خليفة وصاحب مكة ابو نمي بن أبي سعيد بن علي بن قتادة الحسنى وعمه إدريس بن علي شريكه وصاحب المدينة
الأمير عز الدين جماز بن شيحه الحسيني وصاحب مصر والشام السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقداري وشريكه في دمشق وبعلبك والصبيبة وبانياس الامير علم الدين سنجر الملقب بالملك المجاهد وشريكه في حلب الامير حسام الدين لاشين الجوكنداري العزيزي والكرك والشوبك للملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن سيف الدين أبي بكر الكامل محمد بن العادل الكبير سيف الدين أبي بكر بن أيوب وحصن جهيون وبازريا في يدالامير مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين مكورس وصاحب حماه الملك المنصور بن تقي الدين محمود وصاحب حمص الاشرف بن المنصور إبراهيم بن أسد الدين الناصر وصاحب الموصل الملك الصالح بن البدر لؤلؤ وأخوه الملك المجاهد صاحب جزيرة ابن عمر وصاحب ماردين الملك السعيد نجم الدين ايل غازي بن ارتق وصاحب بلاد الروم ركن الدين قلج ارسلان بن كيخسرو السلجوقي وشريكه في الملك اخوه كيكاوس والبلاد بينهما نصفين وسائر بلاد المشرق بأيدي التتار أصحاب هولاكو وبلاد اليمن تملكها غير واحد من الملوك وكذلك بلاد الجوكندي المغرب في كل قطر منها ملك
وفي هذ السنة أغارت التتار على حلب فلقيهم صاحبها حسام الدين العزيزي والمنصور صاحب حماه والاشرف صاحب حمص وكانت الوقعة شمالي حمص قريبا من قبر خالد بن الوليد والتتار في ستة آلاف والمسلمون في ألف وأربعمائة فهزمهم الله عز وجل وقتل المسلمون أكثرهم فرجع التتار إلى حلب فحصروها أربعة أشهر وضيقوا عليها الاقوات وقتلوا من الغرباء خلقا صبرا فإنا لله وإنا إليه راجعون والجيوش الذين كسروهم على حمص مقميون لم يرجعوا إلى حلب بل ساقوا إلى مصر فتلقاهم الملك الظاهر في أبهة السلطنة وأحسن إليهم وبقيت حلب محاصرة لا ناصر لها في هذه المدة ولكن سلم الله سبحانه وتعالى
وفي يوم الاثنين سابع صفر ركب الظاهر في أبهة الملك ومشى الامراء والاجناد بين يديه وكان ذلك اول ركوبه واستمر بعد ذلك يتابع الركوب واللعب بالكرة
وفي سابع عشر صفر خرج الامراء بدمشق على ملكها علم الدين سنجر فقاتلوه فهزموه فدخل القلعة فحاصر فيها فهرب منها إلى قلعة بعلبك وتسلم قلعة دمشق الامير علم الدين أيديكن البندقداري وكان مملوكا لجمال الدين يعمرو ثم للصالح أيوب بن الكامل وإليه ينسب الملك الظاهر فأرسله الظاهر ليتسلم دمشق من الحلبي علم الدين سنجر فأخذها وسكن قلعتها نيابة عن الظاهر ثم حاصروا الحلبي ببعلبك حتى أخذوه فأرسلوه إلى الظاهر على بغل إلى مصر فدخل عليه ليلا فعاتبه ثم أطلق له أشياء وأكرمه
وفي يوم الاثنين ثامن ربيع الاول استوزر الظاهر بهاء الدين علي بن محمد المعروف بابن الحنا
وفي ربيع الآخر قبض الظاهر على جماعة من الأمراء بلغه عنهم أنهم يريدون الوثوب عليه وفيه أرسل إلى الشوبك فتسلمها من ايدي نواب المغيث صاحب الكرك وفيها جهز الظاهر جيشا إلى حلب ليطردوا التتار عنها فلما وصل الجيش إلى غزة كتب الفرنج إلى التتار ينذرونهم فرحلوا عنها مسرعين واستولى على حلب جماعة من أهلها فصادروا ونهبوا وبلغوا أغراضهم وقدم إليهم الجيش الظاهري فأزالوا ذلك كله وصادروا أهلها بألف ألف وستمائة ألف ثم قدم الأمير شمس الدين آقوش التركي من جهة الظاهر فاستلم البلد فقطع ووصل وحكم وعدل
وفي يوم الثلاثاء عاشر جمادي الاولى باشر القضاء بمصر تاج الدين عبد الوهاب بن القاضي الأعز أبي القاسم خلف بن رشيد الدين بن أبي الثناء محمود بن بدر العلائي وذلك بعد شروط ذكرها للظاهر شديدة فدخل تحتها الملك الظاهر وعزل عن القضاء بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن علي النسجاري ورسم عليه أياما ثم أفرج عنه