محيي الدين عبد الله بن صفي الدين
 
إبراهيم بن مرزوق بداره بدمشق المجاورة للمدرسة النورية رحمه الله تعالى قلت داره هذه هي التي جعلت مدرسة للشافعية وقفها الأمير جمال الدين آقوش النجيبي التي يقال لها النجيبية تقبل الله منه وبها إقامتنا جعلها الله دارا تعقبها دار القرار في الفوز العظيم وقد كان أبو جمال الدين النجيبي وهو صفي الدين وزير الملك الأشرف وملك من الذهب ستمائة ألف دينار خارجا عن الأملاك والاثاث والبضائع وكانت وفاة أبيه بمصر سنة تسع وخمسين ودفن بتربته عند المقطم قال أبو شامة وجاء الخبر من مصر بوفاة الفخر عثمان المصري المعروف بعين غين
وفي ثامن عشر ذي الحجة توفي الشمس الوبار الموصلي وكان قد حصل شيئا من عمل الادب وخطب بجامع المزة مدة فانشدني لنفسه في الشيب وخصابه قوله
وكنت وإياها مذ اختط عارضي * كروحين في جسم وما نقضت عهدا
فلما اتاني الشيب يقطع بيننا * توهمته سيفا فألبسته غمدا
وفيها استحضر الملك هولاكوخان الزين الحافظي وهو سليمان بن عامر العقرباني المعروف بالزين الحافظي وقال له قد ثبت عندي خيانتك وقد كان هذا المغتر لما قدم التتار مع هولاكو دمشق وغيرها مالا على المسلمين وآذاهم ودل على عوراتهم حتى سلطهم الله عليه بانواع القعوبات والمثلات وكذلك تولى بعض الظالمين بعضا ومن أعان ظالما سلط عليه فإن الله ينتقم من الظالم بالظالم ثم ينتقم من الظالمين جميعا نسأل الله العافية من انتقامه وغضبه عقابه وشر عباده