ثم دخلت سنة أربع وثمانين وستمائة
 
في أواخر المحرم قدم الملك المنصور إلى دمشق ومعه الجيوش وجاء إلى خدمته صاحب حماة الملك المظفر بن المنصور فتلقاه بجميع الجيوش وخلع عليه خلعة الملوك ثم سافر السلطان بالعساكر المصرية والشامية فنزل المرقب ففتحه الله عليهم في يوم الجمعة ثامن عشر صفر وجاءت البشارة بذلك إلى دمشق فدقت البشائر وزينت البلد وفرح المسلمون بذلك لأن هذا الحصن كان مضرة على المسلمين ولم يتفق فتحه لأحد من ملوك الاسلام لا للملك صلاح الدين ولا للملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري وفتح حوله بلنياس ومرقب وهي بلدة صغيرة إلى جانب البحر عند حصن منيع جدا لا يصل إليه سهم ولا حجر منجنيق فأرسل إلى صاحب طرابلس فهدمه تقربا إلى السلطان الملك المنصور واستنقذ المنصور خلقا كثيرا من أسارى المسلمين الذين كانوا عند الفرنج ولله الحمد ثم عاد المنصور إلى دمشق ثم سافر بالعساكر المصرية إلى القاهرة
وفي أواخر جمادي الاخرة ولد للمنصور ولده الملك الناصر محمد بن قلاوون وفيها عزل محيي الدين ابن النحاس عن نظر الجامع ووليه عز الدين بن محيي الدين بن الزكي وباشر ابن النحاس الوزارة عوضا عن التقي توبة التكريتي وطلب التقي توبة إلى الديار المصرية وأحيط على أمواله وأملاكه وعزل سيف الدين طوغان عن ولاية المدينة وباشرها عز الدين بن أبي الهيجاء
وممن توفي فيها من الاعيان