ثم دخلت سنة خمس وثمانين وستمائة
 
استهلت والخليفة الحاكم أبو العباس أحمد والسلطان الملك المنصور قلاوون ونائبه بالشام الامير حسام الدين لاجين السلحداري المنصوري والامير بدر الدين الصوابي محاصر مدينة الكرك في أواخر السنة الماضية وقدم عليه من مصر عسكر صحبة الامير حسام الدين طرقطاي فاجتمعوا على حصار الكرك حتى أنزلوا منها صاحبها الملك المسعود خضر بن الملك الظاهر في مستهل صفر وجاءت البشارة بذلك إلى دشمق فدقت البشائر ثلاثة أيام وعاد طرقطاي بالملك خضر وأهل بيته إلى الديار المصرية كما فعل الملك الظاهر أبوه بالملك المغيث عمر بن العادل كما تقدم ذلك واستناب في الكرك نائبا عن امر المنصور ورتب أمورها وأجلوا منها خلقا من الكركيين واستخذموا بقلعة دمشق ولما اقترب دخول آل الظاهر إلى القاهرة تلقاهم المنصور فأكرم لقياهم وأحسن إلى الاخوين نجم الدين خضر وبدر الدين سلامش وجعلهما يركبان مع ابنيه علي والاشرف خليل وجعل عليهما عيونا يرصدون ما يفعلان وأنزلا الدور بالقلعة وأجرى عليهم من الرواتب والنفقات ما يكفيهم وزيادة كثيرة وكتب الامير بدر الدين بكتوت العلائي وهو مجرد بحمص إلى نائب دمشق لاجين أنه قد انعقد زوبعة في يوم الخميس سابع صفر بأرض حمص ثم ارتفعت في السماء كهيئة العمود والحية العظيمة وجعلت تختطف الحجارة الكبار ثم تصعد بها في الجو كأنها سهام النشاب وحملت شيئا كثيرا من الجمال بأحمالها والاثاث والخيام والدواب ففقد الناس من ذلك شيئا كثيرا فانا لله وإنا إليه راجعون وفي هذا اليوم وقع مطر عظيم في دمشق وجاء سيل كثير ولا سيما في الصالحية وفيها أعيد علم الدين الدويداري إلى مشد الدواوين بدمشق والصاحب تقي الدين بن توبة
إلى الوزارة بدمشق وفيها تولى قضاء المالكية بمصر زين الدين بن أبي مخلوف البريدي عوضا عن القاضي تقي الدين برساس الذي توفي بها وفيها درس بالغزالية بدر الدين بن جماعة انتزعها من يد شمس الدين إمام الكلاسة الذي كان ينوب عن شمس الدين الايكي والآيكي شيخ سعيد السعدا باشرها شهرا ثم جاء مرسوم باعادتها إلى الايكي وأنه قد استناب عنه جمال الدين الباجر يقي فباشرها الباجر يقي في ثالث رجب وممن توفي فيها من الاعيان

الموضوع التالي


أحمد بن شيبان