وفاة الملك المنصور قلاوون
 
بينما الناس في هذا الهم والمصادرات وأمثال ذلك إذ وردت بريدية فأخبروا بوفاة الملكا لمنصور يوم السبت سادس ذي القعدة من هذه السنة بالمخيم ظاهر القاهرة ثم حمل إلى قلعة الجبل ليلا وجلس بعده ولده الملك الاشرف خليل بولاية العهد له وحلف له جميع الامراء وخطب له على المنابر وركب في أبهة الملك والعساكر كلهم في خدمته مشاة من قلعة الجبل إلى الميدان الاسود الذي هو سوق الخيل وعلى الامراء والمقدمين الخلع وعلى القضاة والاعيان ولما جاءت الاخبار
بذلك حلف له الامراء بالشام وقبض على حسام الدين طرقطاي نائب أبيه وأخذ منه أموالا جزيلة أنفق منها على العساكر
وفيها ولى خطابة دمشق زين الدين عمر بن مكي بن المرحل عوضا عن جمال الدين بن عبد الكافي وكان ذلك بمساعدة الأعسر وتولى نظر الجامع الرئيس وجيه الدين ابن المنجي الحنبلي عوضا عن ناصر الدين بن المقدسي وثمر وقعة وعمره وزاد مائة وخمسين الفا وفيها احترقت دار صاحب حماة وذلك أنه وقع فيها نار في غيبته فلم يتجاسر أحد يدخلها فعملت النار فيها يومين فاحترقت واحترق كل ما فيها
وفي شوال درس بتربة أم الصالح بعد ابن المقدسي القاضي إمام الدين القوتوي وفيها باشر الشرف حسين بن أحمد بن الشيخ ابي عمر قضاء الحنابلة عوضا عن ابن عمه نجم الدين بن شيخ الجبل عن مرسوم الملك المنصور قبل وفاته وحج بالناس في هذه السنة من الشام الامير بدر الدين بكتوت الدوباسي وحج قاضي القضاة شهاب الدين بن الخوي وشمس الدين بن السلعوس ومقدم الركب الامير عتبه فتوهم منه أبو نمى وكان بينهما عداوة فأغلق أبواب مكة ومنع الناس من دخولها فاحرق الباب وقتل جماعة ونهب بعض الاماكن وجرت خطوب فظيعة ثم أرسلوا القاضي ابن الخوي ليصلح بين الفريقين ولما استقر عند أبي نمى رحل الركوب وبقى هو في الحرم وحده وأرسل معه أبو نمى من الحقه بهم سالما معظما وجاء الخبر بموت المنصور إلى الناس وهم بعرفات وهذا شيء عجيب وجاء كتاب يستحث الوزير ابن السلعوس في المسير إلى الديار المصرية وبين الاسطر بخط الملك الاشرف يا شقير يا وجه الخير احضر لتستلم الوزارة فساق إلى القاهرة فوصلها يوم الثلاثا عاشر المحرم فتسلم الوزارة كما قال السلطان وممن توفي فيها من الاعيان