المسند المعمر الرحالة
 
فخر الدين بن النجار وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي المعروف بابن النجار ولد في سلخ أو مستهل سنة ست وسبعين وخمسمائة وسمع الكثير ورحل مع أهله وكان رجلا صالحا عابدا زاهدا ورعا ناسكا تفرد بروايات كثيرة لطول عمره وخرجت له مشيخات وسمع منه الخلق الكثير والجم الغفير وكان منصوبا لذلك حتى كبر وأسن وضعف عن الحركة وله شعر حسن منه قوله
تكررت السنون على حتى * بليت وصرت من سقط المتاع
وقل النفع عندي غير اني * أعلل بالرواية والسماع
فإن يك خالصا فله جزاء * وإن يك مالقا فالى ضياع
وله أيضا * إليك اعتذاري من صلاتي قاعدا
وعجزي عن سعي إلى الجمعات
وتركي صلاة الفرض في كل مسجد * تجمع فيه الناس للصلوات
فيا رب لا تمقت صلاتي ونجني * من النار واصفح لي عن الهفوات
توفي ضحى نهار الاربعاء ثاني ربيع الاخر من هذه السنة عن خمس وتسعين سنة وحضر جنازته خلق كثير ودفن عند والده الشيخ شمس الدين أحمد بن عبد الواحد بسفح قاسيون