ثم دخلت سنة تسع وتسعين وستمائة
 
وفيها كانت وقعة قازان وذلك ان هذه السنة استهلت والخليفة والسطان هما المذكوران في التي قبلها ونائب مصر سلار ونائب الشام اقوش الافرم وسائر الحكام هم المذكورون في التي قبلها وقد تواترت الأخبار بقصد التتار بلاد الشام وقد خاف الناس من ذلك خوفا شديدا وجفل الناس من بلاد حلب وحماة وبلغ كرى الخيل من حماة الى دمشق نحو المائتي درهم فلما كان يوم الثلاثاء ثاني المحرم ضربت البشائر بسبب خروج السلطان من مصر قاصدا الشام فلما كان يوم الجمعة ثامن ربيع الأول دخل السلطان الى دمشق في مطر شديد ووحل كثير ومع هذا خرج الناس لتلقيه وكان قد اقام بغزة قريبا من شهرين وذلك لما بلغه قدوم التتار الى الشام فتهيأ لذلك وجاء فدخل دمشق فنزل بالطارمة وزينت له البلد وكثرت له الأدعية وكان وقتا شديدا وحالا صعبا وامتلأ البلد من الجافلين النازحين عن بلادهم وجلس الأعسر وزير الدولة وطالب العمال واقتضروا اموال الأيتام وأموال الأسرى لأجل تقوية الجيش وخرج السلطان بالجيش من دمشق يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول ولم يتخلف احد من الجيوش وخرج معهم خلق كثير من المتطوعة واخذ الناس في الدعاء والقنوت في الصلوات بالجامع وغيره وتضرعوا واستغاثوا وابتهلوا الى الله بالادعية

الموضوع التالي


وقعة قازان

الموضوع السابق


ياقوت بن عبد الله