شيخنا العلامة برهان الدين الحافظ الكبير الدمياطي
 
وهو الشيخ الامام العالم الحافظ شيخ المحدثين شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن ابي الحسن بن شرف بن الخضر بن موسى الدمياطي حامل لواء هذا الفن أعني صناعة الحديث وعلم اللغة في زمانه مع كبر السن والقدر وعلو الاسناد وكثرة الرواية وجودة الدراية وحسن التآليف وإنتشار التصانيف وتردد الطلبة إليه من سائر الآفاق ومولده في آخر سنة ثلاث عشرة وستمائة وقد كان أول سماعه في سنة ثنتين وثلاثين بالاسكندرية سمع الكثير على المشايخ ورحل وطاف وحصل وجمع فأوعى ولكن ما منع ولا بخل بل بذل وصنف ونشر العلم وولي المناصب بالديار المصرية وانتفع الناس به كثيرا وجمع معجما لمشايخه الذين لقيهم بالشام والحجاز والجزيرة والعراق وديار مصر يزيدون على ألف وثلثمائة شيخ وهو مجلدان وله الأربعون المتباينة الاسناد وغيرها وله كتاب في الصلاة الوسطى مفيد جدا ومصنف في صيام ستة أيام من شوال أفاد فيه وأجاد وجمع ما لم يسبق إليه وله كتاب الذكر والتسبيح عقيب الصلوات وكتاب التسلى في الاغتباط بثواب من يقدم من الافراط وغير ذلك من الفوائد الحسان ولم يزل في إسماع الحديث إلى ان أدركته وفاته وهو صائم في مجلس الأمراء غشى عليه فحمل إلى منزله فمات من ساعته يوم الاحد عاشر ذي القعدة بالقاهرة ودفن من الغد بمقابر باب النصر وكانت جنازته حافلة جدا رحمه الله تعالى