الفقيه الناسك شرف الدين الحراني
 
شرف الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن سعد الله بن عبد الاحد بن سعد الله بن عبد القاهر ابن عبد الواحد بن عمر الحراني المعروف بابن النجيح توفي في وادي بني سالم فحمل إلى المدينة فغسل وصلى عليه في الروضة ودفن بالبقيع شرقي قبر عقيل فغبطه الناس في هذه الموتة وهذا القبر رحمه الله وكان ممن غبطه الشيخ شمس الدين بن مسلم قاضي الحنابلة فمات بعده ودفن عنده وذلك بعده بثلاث سنين رحمهما الله وجاء يوم حضر جنازة الشيخ شرف الدين محمد المذكور شرف الدين بن أبي العز الحنفي قبل ذلك بجمعة مرجعه من الحج بعد انفصاله عن مكة بمرحلتين فغبط الميت المذكور بتلك الموتة فرزق مثلها بالمدينة وقد كان شرف الدين بن نجيح هذا قد صحب شيخنا العلام تقي الدين بن تيمية وكان معه في مواطن كبار صعبة لا يستطيع الاقدام عليها إلا الأبطال الخلص الخواص وسجن معه وكان من أكبر خدامه وخواص أصحابه ينال فيه الاذى وأوذى بسببه مرات وكلما له في إزدياد محبة فيه وصبرا على اذى أعدائه وقد كان هذا الرجل في نفسه وعند الناس جيدا مشكور السيرة جيد العقل والفهم عظيم الديانة والزهد ولهذا كانت عاقبته هذه الموتة عقيب الحج وصلى عليه بروضة مسجد رسول الله ص ودفن بالبقيع بقيع الفرقد بالمدينة النبوية فختم له بصالح عمله وقد كان كثير من السلف يتمنى ان يموت عقيب عمل صالح يعمله وكانت له جنازة حافلة رحمه الله تعالى والله سبحانه اعلم