قاضي القضاة ابن مسلم
 
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالحي الحنبلي ولد سنة ستين وستمائة ومات أبوه وكان من الصالحين سنة ثمان وستين فنشأ يتيما فقيرا لا مال له ثم اشتغل وحصل وسمع الكثير وانتصب للافادة والاشتغال فطار ذكره فلما مات التقى سليمان سنة خمس عشرة ولى قضاء الحنابلة فباشره أتم مباشرة وخرجت له تخاريج كثيرة فلما كانت هذه السنة خرج للحج فمرض في الطريق فورد المدينة النبوية على ساكنها رسول الله أفضل الصلاة والسلام يوم الاثنين الثالث والعشرين من ذي القعدة فزارقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى في مسجده وكان بالاشواق إلى ذلك وكان قد تمنى ذلك لما مات ابن نجيح فمات في عشية ذلك اليوم يوم الثلاثاء وصلى عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروضة ودفن بالبقيع إلى جانب قبر شرف الدين ابن نجيح الذي كان قد غبطه بموته هناك سنة حج هو وهو قبل هذه الحجة شرقي قبر عقيل رحمهم الله وولى بعده القضاء عز الدين بن التقى سليمان