ثم دخلت سنة اثنتي وثلاثين وسبعمائة
 
استهلت وحكام البلاد هم هم وفي أولها فتحت القيسارية التي كانت مسبك الفولاذ جواباب الصغير حولها ننكز قيسارية ببركة وفي يوم الاربعاء ذكر الدرس بالأمينية والظاهرية علاء الدين بن القلانسي عوضا عن أخيه جمال الدين وذكر ابن أخيه أمين الدين محمد بن جمال الدين الدرس في العصرونية تركها له عمه وحضر عندهما جماعة من الاعيان وفي تاسع المحرم جاء إلى حمص سيل عظيم غرق بسببه خلق كثير وجم غفير وهلك للناس أشياء كثيرة وممن مات فيه نحو مائتي امرأة بحمام النائب كن مجتمعات على عروس أو عروسين فهلكن جميعا
وفي صفر أمر تنكز ببياض الجدران المقابلة لسوق الخيل إلى باب الفراديس وأمر يتجديد خان الظاهر فغرم عليه نحوا من سبعين ألفا وفي هذا الشهر وصل تابوت لاجين الصغير من البيرة فدفن بتربته خارج باب شرقي وفي تاسع ربيع الآخر حضر الدرس بالقيمازية عماد الدين الطرسوسي الحنفي عوضا عن الشيخ رضي الدين المنطبقي توفي وحضر عنده القضاة والاعيان وفي أول ربيع الاخر خلع على الملك الافضل علي بن الملك المؤيد صاحب حماة وولاه السلطان الملك الناصر مكان أبيه بحكم وفاته وركب بمصر بالعصائب والسبابة والفاشية أمامه وفي نصف هذا الشهر سافر الشيخ شمس الدين الاصفهاني شارح المختصر ومدرس الرواحية إلى الديار المصرية على خيل البريد وفارق دمشق واهلها واستوطن القاهرة
وفي يوم الجمعة تاسع جمادي الاخرة خطب بالجامع الذي أنشأه الامير سيف الدين آل ملك واستقر فيه خطيبا نور الدين علي بن شبيب الحنبلي وفيه أرسل السلطان جماعة من الأمراء إلى الصعيد فأحاطوا على ستمائة رجل ممن كان يقطع الطريق فأتلف بعضهم وفي جمادي الآخرة تولى شد الدواوين بدمشق نور الدين ابن الخشاب عوضا عن الطرقشي وفي يوم الاربعاء حادي عشر رجب خلع على قاضي القضاة علاء الدين بن الشيخ زين الدين بن المنجا بقضاء الحنابلة عوضا عن شرف الدين بن الحافظ وقرئ تقليده بالجامع وحضر القضاة والأعيان وفي اليوم الثاني استناب برهان الدين الزرعي وفي رجب باشر شمس الدين موسى بن التاج إسحاق نظر الجيوش بمصر عوضا عن فخر الدين كاتب المماليك توفي وباشر النشو مكانه في نظر الخاص وخلع عليه بطرحة فلما كان في شعبان عزل هو وأخوه العلم ناظر الدواوين وصودروا وضربوا ضربا عظيما وتولى نظر الجيش المكين بن قروينة ونظر الدواوين أخوه شمس الدين بن قرونية
وفي شعبان كان عرس أنوك ويقال كان اسمه محمد بن السلطان الملك الناصر على بنت الامير سيف الدين بكتمر الساقي وكان جهازها بألف ألف دينار وذبح في هذا العرس من الاغنام والدجاج والاوز والخيل والبقر نحو من عشرين ألفا وحملت حولى بنحو ثمانية عشر ألف قنطار وحمل له من الشمع ثلاثة آلاف قنطار قاله الشيخ أبو بكر وكان هذا العرس ليلة الجمعة حادي عشر شعبان وفي شعبان هذا حول القاضي محي الدين بن فضل الله من كتابة السر بمصر إلى كتابة السر بالشام ونقل شرف بن شمس الدين بن الشهاب محمود إلى كتابة السر بمصر واقيمت الجمعة بالشامية البرانية في خامس عشر شعبان وحضرها القضاة والأمراء وخطب بها الشيخ زين الدين عبد النور المغربي وذلك باشارة الامير حسام الدين اليشمقدار الحاجب بالشام ثم خطب عنه كمال الدين بن الزكي وفيه
أمر نائب السلطنة بتبييض البيوت من سوق الخيل إلى ميدان الحصا ففعل ذلك وفيه زادت الفرات زيادة عظيمة لم يسمع بمثلها واستمرت نحوا من اثني عشر يوما فأتلفت بالرحبة أموالا كثيرة وكسرت الجسر الذي عند دير بسر وغلت الاسعار هناك فشرعوا في إصلاح الجسر ثم انكسر مرة ثانية
وفي يوم السبت تاسع شوال خرج الركب الشامي وأميره سيف الدين أوزان وقاضيه جمال الدين ابن الشريشي وهو قاضي حمص الان وحج السلطان في هذه السنة وصحبته قاضي القضاة القزويني وعز الدين بن جماعة وموفق الدين الحنبلي وسبعون أميرا وفي ليلة الخميس حادي عشرين شوال رسم على الصاحب عز الدين غبريال بالمدرسة النجيبية الجوانية وصودر وأخذت منه أموال كثيرة وأفرج عنه في المحرم من السنة الآتية وممن توفي فيها من الاعيان :