ثم دخلت سنة ست وأربعين وسبعمائة
 
استهلت هذه السنة وسلطان المسلمين بالديار المصرية والشامية والحرمين والبلاد الحلبية وأعمال ذلك الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور وقضاته بالديار المصرية والشامية هم المذكورون أيضا وفي يوم الجمعة سادس عشر محرم كملت عمارة الجامع الذي بالمزة الفوقانية الذي جدده وأنشأه الأمير بهاء الدين المرجاني الذي بنى والده مسجد الخيف بمنى وهو جامع حسن متسع فيه روح وإنشراح تقبل الله من بانيه وعقدت فيه الجمعة بجمع كثير وجم غفير من أهل المزة ومن حضر من أهل البلد وكنت أنا الخطيب يعني الشيخ عماد الدين المصنف تغمده الله برحمته ولله الحمد والمنة ووقع كلام وبحث في اشتراط المحلل في المسابقة وكان سببه أن الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صنف فيه مصنفا من قبل ذلك ونصر فيه ما ذهب اليه الشيخ تقي الدين بن تيمية في ذلك ثم صار يفتى به جماعة من الترك ولا يعزوه إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية فاعتقد من اعتقد أنه قوله وهو مخالف للأئمة الاربعة فحصل عليه إنكار في ذلك وطلبه القاضي الشافعي وحصل كلام في ذلك وانفصل الحال على أن أظهر الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الموافقة للجمهور