ثم دخلت سنة خمسين وسبعمائة
 
استهلت هذه السنة وسلطان البلاد المصرية والشامية والحرمين وغير ذلك من البلاد الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ونائب الديار المصرية ومدير ممالكه والاتابك سيف الدين يلبغا وقضاة الديار المصرية هم المذكورون في التي قبلها ونائب الشام الامير سيف الدين ارغون شاه الناصري وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها وكذلك أرباب الوظائف سوى الخطيب وسوى المحتسب وفي هذه السنة ولله الحمد تقصار أمر الطاعون جدا ونزل ديوان المواريث إلى العشرين وما حولها بعد أن بلغ الخمسمائة في اثناء سنة تسع وأربعين ثم تقدم ولكن لم يرتفع بالكلية فإن في يوم الاربعاء رابع شهر المحرم توفي الفقيه شهاب الدين احمد بن الثقة هو وابنه وأخوه في ساعة واحدة بهذا المرض وصلى عليهم جميعا ودفنوا في قبر واحد رحمهم الله تعالى
وفي يوم الاربعاء الخامس والعشرين من المحرم توفي صاحبنا الشيخ الامام العالم العابد الزاهد الناسك الخاشع ناصر الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن الصائغ الشافعي مدرس العمادية كان رحمه الله لديه فضائل كثيرة على طريقة السلف الصالح وفيه عبادة كثيرة وتلاوة وقيام ليل وسكون حسن وخلق حسن جاوز الاربعين بنحو من ثلاث سنين رحمه الله وأكرم مثواه وفي يوم الاربعاء ثالث صفر باشر تقي الدين بن رافع المحدث مشيخة دار الحديث النورية وحضر عنده جماعة من الفضلاء والقضاة والاعيان انتهى والله تعالى أعلم