مسك نائب السلطنة ارغون شاه
 
وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من ربيع الاول مسك نائب السلطنة بدمشق الامير سيف الدين أرغون شاه وكان قد انتقل إلى القصر الابلق بأهله فما شعر بوسط الليل إلا ونائب طرابلس الامير سيف الدين الجي بغا المظفري الناصري ركب إليه في طائفة من الأمراء الألوف وغيرهم فأحاطوا به ودخل عليه من دخل وهو مع جواريه نائم فخرج إليهم فقبضوا عليه وقيدوه ورسموا عليه واصبح الناس أكثرهم لا يشعر بشيء مما وقع فتحدث الناس بذلك واجتمعت الأتراك إلى الامير سيف الدين الجي بغا المذكور ونزل بظاهر البلد واحتيط على حواصل أرغون شاه فبات عزيزا وأصبح ذليلا وأمسى علينا نائب السلطنة فاصبح وقد أحاط به الفقر والمسكنة فسبحان من بيده الامر مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وهذا كما قال الله تعالى أفأ من أهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ثم لما كان ليلة الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الاول أصبح مذبوحا فأثبت محضر بأنه ذبح نفسه فالله تعالى أعلم