خروج السلطان من دمشق متوجها إلى بلاد مصر
 
وفي يوم الجمعة سابع شوال ركب السلطان في جيشه من القصر الابلق قاصد لصلاة الجمعة بالجامع الاموي فلما انتهى إلى باب النصر ترجل الجيش بكماله بين يديه مشاة وذلك في يوم شات كثير الوحل فصلى بالمقصورة إلى جانب المصحف العثماني وليس معه في الصف الاول أحد بل بقية الامراء خلفه صفوف فسمع خطبة الخطيب ولما فرغ من الصلاة قرئ كتاب باطلاق أعشار الاوقاف وخرج السلطان بمن معه من باب النصر فركب الجيش واستقل ذاهبا نحو الكسوة بمن معه من العساكر المنصورة مصحوبين بالسلامة والعافية المستمرة وخرج السلطان وليس بدمشق نائب سلطنة وبها الامير بدر الدين بن الخطير هو الذي يتكلم في الامور نائب غيبة حتى يقدم اليها نائبها ويتعين لها وجاءت الاخبار بوصول السلطان إلى الديار المصرية سالما ودخلها في أبهة عيظمة في أواخر ذي القعدة وكان يوما مشهودا وخلع على امراء كلهم ولبس خلعة نيابة الشام الامير علاء الدين المارداني ومسك الأمير علم الدين بن زنبور وتولية الوزارة الصاحب موفق الدين وفي صبيحة يوم السبت خامس الحجة دخل الامير علاء الدين على الجمدار من الديار المصرية إلى دمشق المحروسة في ابهة هائلة وموكب حافل مستوليا نيابة بها وبين يديه الاسراء على العادة فوقف عند تربة بهادر آص حتى استعرض عليه الجيش فلحقهم فدخل دار السعادة فنزلها على عادة النواب قبله جعله الله وجها مباركا على المسلمين وفي يوم السبت ثالث عشرة قدم دوادار السلطان الامير عز الدين مغلطاي من الديار المصرية فنزل القصر الابلق ومن عزمه الذهاب الى البلاد الحلبية ليجهز الجيوش نحو يلبغا وأصحابه انتهى والله تعالى أعلم