ذكرالكاملية منهم
 
هؤلاء أتباع رجل من الرافضة كان يعرف بأبى كامل وكان يزعم أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة على وكفر على بتركه قتالهم وكان يلزمه قتالهم كما لزمه قتال اصحاب صفين وكان بشار بن برد الشاعر الأعمى على هذا المذهب وروى انه قيل له ما تقول في الصحابة قال كفروا فقيل له فما تقول في على فتمثل بقول الشاعر:
وما شر الثلاثة ام عمر بصاحبك الذى لا تصبحينا
وحكى أصحاب المقالات عن بشار أنه ضم الى ضلالته في تكفير الصحابة وتكفير على معهم ضلالتين أخريين :

إحداهما قوله يرجع برجعة الاموات الى الدنيا قبل يوم القيامة كما ذهب اليه اصحاب الرجعة من الرافضة.
والثانية قوله بتصويب إبليس في تفضيل النار على الارض واستدلوا على ذلك بقول بشار في شعر له:
الأرض مظلمة والنار مشرفة والنار معبودة مذ كانت النار
وقد رد عليه صفوان الأنصاري في قصيدته التي قال فيها:
زعمت بأن النار اكرم عنصرا وفى الأرض تحيا في الحجارة والزند
ويخلق في أرحامها وارومها أعاجيب لا تحصى بخط ولا عقد
وفى القعر من لج البحار منافع من اللؤلؤ المكنون والعنبر الورد
ولا بد من أرض لكل مطير وكل سبوح في العمائر ذي خد
كذلك وما ينساخ في الارض ماشيا على بطنه يمشى المجانب للقصد
وفى فلك الاجبال فوق مقطم زبرجد املاك الورى ساعة الحشد
وفى الحرة [الرجلاءكم من] معادن لهن مغارات يتحبس بالنقد
من الذهب الإبريز والفضة التي تروق وتغنى ذا القناعة والزهد
وكل فلذ من نحاس وآنك ومن زنبق حى ونوشادر سندى
وفيها روانيخ وشب ومرتب ومزمر قشا غير كاب ولا مكدى
وفيها ضروب القار والزفت والمها وأصناف كبريت مطاولة الوقد
ومن أثمد جوز وكلس وفضة ومن توتيا في معاربها هندى
وكل يواقيت الانام وحليها من الارض والاحجار فاخرة المجد
وفيها مقام الحل والركن والصفا ومستلم الحجاج من جنه الخلد
مفاخر للطين الذى كان أصلنا ونحن بنوه غير شك ولا جحد
فذلك تدبير ونفع وحكمة وأوضح برهان على الواحد الفرد
فيا بن حليف الشؤم واللؤم والعمى وابعد خلق الله من طرق الرشد
اتهجو أبا بكر وتخلع بعده عليا وتعزو كل ذاك الى برد
كأنك غضبان على الدين كله وطالب ذحل لا يبيت على حقد
تواتب أقمارا وأنت مشوه وأقرب خلق الله من نسب القرد
وقد هجا حماد عجرد بشارا وقال في هجائه:
ويا أقبح من قرد اذا عمى القرد
وقيل ان بشارا ما جزع من شىء جزعة من هذا البيت وقال يرانى فيصفنى ولا أراه فأصفه.
قال عبد القاهر أكفر هؤلاء الكاملية من وجهين :
أحدهما من جهة تكفيرها جميع الصحابة من غير تخصيص.
والثاني من جهة تفضيلها النار على الارض وقد ذكرنا بعض فضائح بشار بن برد وقد فعل الله به ما استحقه وذلك أنه هجا المهدى فأمر به حتى غرق في دجلة ذلك له خزى في الدنيا ولأهل ضلالته فى الآخرة عذاب أليم

الموضوع التالي


ذكر المحمدية