الفصل السابع من هذا الباب في ذكر الغرابية والمفوضية والذمية وبيان خروجهم عن فرق الامة
 
الغرابية قوم زعموا ان الله عز وجل ارسل جبريل عليه السلام الى على فغلط فى طريقه فذهب الى محمد لانه كان يشبهه وقالوا كان اشبه به من الغراب بالغراب والذباب بالذباب وزعموا ان عليا كان الرسول واولاده بعده هم الرسل وهذه الفرقة تقول لاتباعها العنوا صاحب الريش يعنون جبريل عليه السلام وكفر هذه الفرقة اكثر من كفر اليهود الذين قالوا لرسول الله من يأتيك بالوحى من الله تعالى فقال جبريل فقالوا انا لا نحب جبريل لانه ينزل بالعذاب وقالوا لو اتاك بالوحى ميخائيل الذى لا ينزل الا بالرحمة لآمنا بك فاليهود مع كفرهم بالنبى ومع عداوتهم لجبريل عليه السلام لا يلعنون جبريل وانما يزعمون انه من ملائكة العذاب دون الرحمة والغرابية من الرافضة يلعنون جبريل ومحمدا عليهما السلام وقد قال الله تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين .فى هذا تحقيق اسم الكافر لمبغض بعض الملائكة ولا يجوز ادخال من سماهم الله كافرين فى جملة فرق المسلمين.
واما المفوضة من الرافضة فقوم زعموا ان الله تعالى خلق محمدا ثم فوض اليه تدبير العالم وتدبيره فهو الذى خلق العالم دون الله تعالى ثم فوض محمد تدبير العالم الى على بن ابى طالب فهو المدبر الثالث.
وهذه الفرقة شر من المجوس الذين زعموا ان الاله خلق الشيطان ثم ان الشيطان خلق الشرور وشر من النصارى الذين سموا عيسى عليه السلام مدبرا ثانيا فمن عد مفوضة الرافضة من فرق الاسلام فهو بمنزلة من عد المجوس والنصارى من فرق الاسلام.
واما الذمية منهم فقوم زعموا ان عليا هو الله وشتموا محمدا وزعموا ان عليا بعثه ليثنى عنه فادعى الامر لنفسه وهذه خارجة عن فرق الاسلام لكفرها بنبوة محمد من الله تعالى