الفصل الرابع عشر من فصول هذا الباب في ذكر الحمارية من القدرية وبيان خروجهم عن فرق الأمة
 
هؤلاء قوم من معتزلة عسكر مكرم اختاروا من بدع اصناف القدرية ضلالات مخصوصة.
فاخذوا من ابن حايط قوله بتناسخ الأرواح في الاجساد والقوالب.
واخذوا من عباد بن سليمان الضميري قوله بان الذين مسخهم الله قردة وخنازير كانوا بعد المسخ ناسا وكانوا معتقدين للكفر بعد المسخ.
واخذوا من جعد بن درهم الذى ضحى به خالد بن عبد الله القسري قوله بان النظر الذى يوجب المعرفة تكون تلك المعرفة فعلا لا فاعل لها.
ثم زعموا بعد ذلك ان الخمر ليست من فعل الله تعالى وإنما هي من فعل الخمار لأن الله تعالى لا يفعل ما يكون سبب المعصية.
وزعموا ان الانسان قد يخلق أنواعا من الحيوانات كاللحم اذا دفنه الانسان او يضعه في الشمس فيدود زعموا ان تلك الديدان من خلق الانسان وكذلك العقارب التي تظهر من التبن تحت الآجر زعموا انها من اختراع من جمع بين الآجر والتبن.
وهؤلاء شر من المجوس الذين اضافوا اختراع الحيات والحشرات والسموم الى الشيطان ومن عدهم من فرق الامة كمن عد المجوس من فرق الامة