و أما الركن العاشر المضاف إلى الأمر و النهي
 
وقالوا في الركن العاشر المضاف الى الامر والنهى أن افعال المكلفين خمسة اقسام واجب ومحظور ومسنون ومكروه ومباح.
فالواجب ما أمر الله تعالى به على وجه اللزوم وتاركه مستحق للعقاب على تركه.
والمحظور ما نهى الله عنه وفاعله يستحق العقاب على فعله.
والمسنون ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
والمكروه ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله.
والمباح ما ليس فى فعله ثواب ولا عقاب وليس فى تركه ثواب ولا عقاب.
وهذا كله في افعال المكلفين فاما افعال البهائم والمجانين والاطفال فانها لا توصف بالاباحة والوجوب والخطر بحال.
وقالوا ان كل ما وجب على المكلف من معرفة او قول او فعل فانما وجب عليه بامر الله تعالى اياه به وكل ما حرم عليه فعله فبنهى الله تعالى اياه عنه ولو لم يرد الامر والنهى من الله تعالى على عباده لم يجب عليهم شىء ولم يحرم عليهم شىء.
وهذا خلاف قول من زعم من البراهمة والقدرية أن التكليف يتوجه على العاقل بخاطرين بقلبه.
احدهما من قبل الله سبحانه يدعوه به الى النظر والاستدلال.
والآخر من قبل الشيطان يدعوه به الى العصيان وينهاه به عن طاعة الخاطر الاول.
وهذا يوجب عليهم ان يكون ذلك الشيطان مكلفا بخاطرين احدهما من قبل الله تعالى والآخر من قبل شيطان آخر ثم يكون القول فى الشيطان الآخر كالقول فى الاول حتى يتسلل ذلك بشياطين لا الى نهاية وهذا محال وما يؤدى الى المحال محال.