النوع السابع عشر‏:‏ معرفة الأفراد
 
النوع السابع عشر‏:‏ معرفة الأفراد
وقد سبق بيان المهم من هذا النوع في الأنواع التي تليه قبله، لكن أفردته بترجمة كما أفرده الحاكم أبو عبد الله‏.‏ولما بقي منه فنقول‏:‏
الأفراد منقسمة إلى ما هو فرد مطلقاً، وإلى ما هو فرد بالنسبة إلى جهة خاصة‏.‏
‏(‏52‏)‏ أما الأول فهو ما ينفرد به واحد عن كل أحد، وقد سبقت أقسامه وأحكامه قريباً‏.‏
وأما الثاني‏:‏ وهو ما هو فرد بالنسبة، فمثل ما ينفرد به ثقة عن كل ثقة‏.‏وحكمه قريب من حكم القسم الأول‏.‏
ومثل ما يقال فيه‏:‏ هذا حديث تفرد به أهل مكة، أو‏:‏ تفرد به أهل الشام، أو‏:‏ أهل الكوفة، أو‏:‏ أهل خراسان، عن غيرهم‏.‏ أو‏:‏ لم يروه عن فلان غير فلان، وإن كان مروياً من وجوه عن غير فلان، أو‏:‏ تفرد به البصريون عن المدنيين، أو‏:‏ الخراسانيون عن المكيين، وما أشبه ذلك، ولسنا نطول بأمثلة ذلك فإنه مفهوم دونها‏.‏ وليس في شيء من هذا ما يقتضي الحكم بضعف الحديث، إلا أن يطلق قائل قوله‏:‏ تفرد به أهل مكة، أو‏:‏ تفرد به البصريون عن المدنيين، أو‏:‏ نحو ذلك، على ما لم يروه إلا واحد من أهل مكة، أو واحد من البصريين ونحوه، ويضيفه إليهم كما يضاف فعل الواحد من القبيلة إليها مجازاً‏.‏ وقد فعل الحاكم أبو عبد الله هذا فيما نحن فيه، فيكون الحكم فيه على ما سبق في القسم الأول، والله أعلم‏.‏