النوع الثالث والأربعون‏:‏ معرفة الإخوة والأخوات من العلماء والرواة
 
النوع الثالث والأربعون‏:‏ معرفة الإخوة والأخوات من العلماء والرواة ‏(‏185‏)‏
وذلك إحدى معارف أهل الحديث المفردة بالتصنيف‏.‏
صنف فيها ‏(‏علي بن المديني‏)‏ و‏(‏أبو عبد الرحمن النسوي‏)‏، وأبو ‏(‏العباس السراج‏)‏ وغيرهم‏.‏
فمن أمثاله الأخوين من الصحابة‏:‏ عبد الله بن مسعود، وعتبة بن مسعود، هما أخوان زيد بن ثابت ويزيد بن ثابت، هما أخوان‏.‏ عمرو بن العاص، وهشام بن العاص أخوان‏.‏
ومن التابعين‏:‏ عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة وأخوه أرقم بن شرحبيل، كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود‏.‏ هزيل بن شرحبيل وأرقم بن شرحبيل، أخوان آخران من أصحاب ابن مسعود أيضاً‏.‏
ومن أمثلة ثلاثة الإخوة‏:‏ سهل، وعبَّاد، وعثمان، بنو حُنَيف إخوة ثلاثة‏.‏ عمرو بن شعيب، وعمر، وشعيب بنو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص إخوة ثلاثة‏.‏
ومن أمثلة الأربعة‏:‏ سهيل بن أبي صالح السمان الزيات، وإخوته‏:‏ عبد الله الذي يقال له عَباد، ومحمد، وصالح‏.‏
ومن أمثلة الخمسة‏:‏ ما نرويه عن الحاكم أبي عبد الله، قال‏:‏ سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ غير مرة يقول‏:‏ آدم بن عيينة، وعمران بن عيينة، ومحمد بن عيينة، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن عيينة، حدثوا عن آخرهم‏.‏
ومثال الستة‏:‏ أولاد سيرين، ستة تابعيون، وهم‏:‏ محمد، وأنس، ويحيى، ومعبد، وحفصة، وكريمة ذكرهم هكذا أبو عبد الرحمن النسوي، ونقلته من كتابه بخط الدارقطني فيما أحسب‏.‏ وروي ذلك أيضاً عن يحيى بن معين‏.‏ وهكذا ذكرهم الحاكم في ‏(‏كتاب المعرفة‏)‏‏.‏ لكن ذكر فيما نرويه من تاريخه باسنادنا عنه‏:‏ ‏(‏186‏)‏ أنه سمع أبا علي الحافظ يذكر بني سيرين خمسة إخوة‏:‏ محمد بن سيرين، وأكبرهم معبد بن سيرين، ويحيى بن سيرين، وخالد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وأصغرهم حفصة بنت سيرين‏.‏
قلت‏:‏ وقد روي عن محمد، عن يحيى، عن أنس، عن أنس بن مالك‏:‏ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لبيك حقاً حقاً تعبد اً ورقاً‏)‏‏)‏‏.‏
وهذه غريبة، عابا بها بعضهم فقال‏:‏ أي ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض ‏؟‏‏.‏
ومثال السبعة‏:‏ النعمان بن مُقَرّن، وإخوته‏:‏ مَعْقِل، وعقيل، وسويد، وسنان، وعبد الرحمن، وسابع لم يسم لنا، بنو مقرن المزنيون، سبعة إخوة، هاجروا وصحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يشاركهم - فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة - في هذه المكرمة غيرهم‏.‏ وقد قيل‏:‏ إنهم شهدوا الخندق كلهم‏.‏
وقد يقع في الإخوة ما فيه خلاف في مقدار عددهم‏.‏ ولم نطول بما زاد على السبعة لندرته، ولعدم الحاجة إليه في غرضنا ههنا، والله أعلم‏.‏