العَلَم
 

الدرس الثالث عشر من سلسلة شرح المقدمة الآجرومية للشيخ حسن الحفظي

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحابته
أجمعين.
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .
أرحب بكم في بداية هذه الحلقة وننتقل إلى موضوع جديد من الموضوعات التي أشار إليها أو ذكرها ابن آجروم رحمه الله تعالى وهو أول باب من أبواب التوابع وهو باب النعت والتوابع لفظ يشمل عدد من الأمور يتبع فيها المتأخر المتقدم في إعرابه، يعني أنه يأخذ حركته رفعاً كانت أو نصباًَ أو خفضاًَ أو جزما، وسيتبين ذلك إن شاء الله تعالى من الأمثلة التي سنذكرها ومما نتحدث فيه بإذن الله تعالى.
أول هذه الأبواب التي ذكرها المصنف رحمه الله قوله ( باب النعت، النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره، تقول قام زيد العاقل ورأيت زيداً العاقل ومررت بزيد العاقل) وهذا كما ترون يا أيها الأحباب كلمة عاقل هي النعت بعضهم يسمي هذا الباب باب الصفة، بعضهم يسميه باب النعت وهذه تسميات واصطلاحات ولا مشاحة في الاصطلاح قلت كلمة العاقل صفة لزيد أهلا بك وسهلاً قلت كلمة العاقل نعت لزيد أهلا به وسهلا، الغالب في النعت أن يكون وصفاً وأن يكون مشتقاً ، الغالب في النعت أن يكون وصفاً والوصف المقصود به اسم الفاعل اسم المفعول، الصفة المشبهة أفعال التفضيل ما شاكل ذلك هذا المقصود بالوصف وأما كونه مشتقاً فهذا هو الغالب والكثير وقد يأتي جامداً قد يأتي جامداً ولكنه قليل ولابد أن تؤوله بمشتق، وإلا فلا يصح فمثلاً إذا قلت مررت برجل عدل، عدل هذا جامد لأنه مصدر فلابد أن تؤوله بأنك تقصد المبالغة في كونه عادلاً وعادل هذا مشتق، فإذاً لا يقع النعت إلا إما مشتق وإما مؤول في المشتق إذا كان جامداً فهو مؤول بالمشتق وهذا متعارف عليه عند النحويين بعضهم يعرف النعت بقوله النعت تابع يدل على معنى في متبوعه، يدل على معنى في متبوعه، فأنت إذا قلت مثلاً في مثال المصنف هنا، قام زيد العاقل، فالنعت هو كلمة العاقل وهي تدل على معنى في كلمة زيد وهو المتبوع، وهو المتبوع فهذا هو تعريف النعت عند بعضهم المصنف هنا لم يعرف النعت وإنما قال هو تابع للمنعوت في رفعه يعني بيّن لنا حكم النعت أنه يأخذ حكم المنعوت رفعاً ونصباًَ وخفضاً ولم يذكر لنا جزم وربما ذكره فيما بعد، وربما ذكره فيما بعد، لكن طبعاً أظهر ما يظهر أو ظهر شيء في هذا هو يعني التبيعة في الاسم بحيث يكون إن الاسم مرفوعاً صار مرفوعا، منصوباً صار منصوباً، مجروراً صار مجروراً، أما في الأفعال فقد يكون بعضها يعني تكرر معه الجازم وربما تبين لنا من ذلك يعني من بعض الأمثلة التي ستأتي إن شاء الله تعالى الأمثلة التي ذكرها المصنف هي صالحة طابعة للرفع وللنصب وللخفض وهو الجر كما يعبر به بعضهم وأما كونه كون النعت تابعاً للمتبوع في حركاته الإعرابية فهذا لا خلاف فيه ولابد أن يكون حاصلاً سواء كان نعتاً حقيقياً أم كان نعتاًَ سببياً، وسنبين الفرق بينهما يعني إذا قلت قام زيد العاقل، فالعاقل هذه نعت حقيقي لكلمة زيد لكن لو قلت قام زيد العاقل أبوه فهذا نعت سببي لأنك وصفته بشيء له علاقة به له علاقة به هذا يختلف في بعض الأحكام لكنه من ناحية الحركة إلزامي فالجميع سواء كان النعت حقيقياً أم كان النعت سببيا لابد أن يوافق وأيضاً لابد أن يوافق النعت منعوتة تعريفاً وتنكيرا، إذا كان المنعوت معرفة فلابد أن يكون النعت معرفة وإذا كان نكرة تقول مررت برجل صالحٍ ولا يجوز أن تقول مررت برجل الصالح مثلاً وتقول رأيت الرجل الصالح ولا يجوز أن تقول رأيت الرجل صالحاً إلا على معناً آخر، على أن تكون صالحاً هذه ليست نعتاً وإنما هي حال فإذاً اتفقنا على أمرين :
الأمر الأول: أن النعت يتبع منعوته في حركاته الثلاث رفعاً ونصباً وخفضاً .
والأمر الثاني: أنه يتبع منعوته في تعريفه وفى تنكيره، وهذا يعني شبه مجمع عليه الثاني، شبه مجمع عليه، ولم يخالف إلا الأخفش فقد خالف مخالفة يسيرة لا أريد التطويل في الحديث عنها وعند الرجوع إلى كتاب
معاني القرآن وجدنا فيه غير ما ينسبون إليه، غير ما ينسبون إليه، في هذا الموضوع لأنه قال : إنه يجوز أن تنعت النكره بالمعرفة إذا كان النعت ثانياً ، يعني تنعت أول شيء بنكرة ثم تنعت بعد هذا بمعرفة هذا يقولون أو ينسبون إليه أن هذا الكلام موجود في كتابه وعند العودة إلى كتابه لم نجده في كتاب معاني القرآن للأخفش.
النعت السببي يا أيها الأحباب، هو مثل قولك مررت برجل مسلمة أمه، مررت برجل مسلمة أمه، انظر رجل هذا مذكر ولما ذكرت يعني النعت السببي جعلت التذكير والتأنيث تابعاً لما بعده وليس تابعاً له، فإذاً عندنا عدد من الأمور خمسة لابد أن يوافق فيها النعت المنعوت مطلقاً، وخمسة أحياناً يوافق وأحياناً لا يوافق، فأما النعت الحقيقي فيوافق في كل شيء الخمسة الباقية هي الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، إذا كان النعت حقيقياً لابد من الموافقة في كل شيء وإن كان النعت سببياً لابد من الموافقة في الخمسة الأول وهي الحركات الثلاث والتعريف والتنكير أما التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع، فهو تابع لما بعده وانظر إلى قولنا الذي ذكرناه قبل قليل مررت برجل مسلمة أمه انظر إلى الحركة موافقة ومسلمة هذه جاءت مؤنثة مع أن المنعوت مذكر لماذا قال لأنها رفعت كلمة أم وأم هذه مؤنث فأنت تنظر لما بعده وكذلك في الإفراد والتثنية والجمع فإنه ينظر لما بعده في النعت السببي، ممرت برجل مسلمة أمه وتقول أيضاً رأيت طالبة مسلماً أبوها مسلماً نعت لطالبة ولكنه نعت سببي فأنت نظرت حينئذ إلى ما بعده فذكرته تبعاً لما بعده ولم تنظر إلى ما قبله .
أحياناً بالنسبة للإفراد والتثنية والجمع، أحياناً لا تستطيع أن تطابق ما بعده فتقول مثلاً جاء الرجل المجتهد إخوانه، المجتهد هذا واحد وإخوانه هؤلاء جماعة يجوز لك طبعاً أن تقول المجتهدون إخوانه لكن الأولى في هذا ويترجح أن تفرد تبعاً لكلام الذي قلناه في نحو قول الله تعالى ﴿ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾[المائدة:71] لأن هذا المتأخر مرفوع على أنه فاعل لكلمة المجتهد والأصل في مثل هذا ألا تُلحق به ما يدل على أن الفاعل مثنى أو مجموع فهذا هو يعني الذي يمكن أن يتوقف فيه، من حيث أنه في بعض الأحيان لا يترجح أما الجواز هو جائز لكن لا يترجح مطابقته لما بعده في الإفراد والتثنية والجمع نذكر الصفات مرة ثانية نعددها :
واحد: الرفع، النصب، الخفض .
ثلاثة بل أربعة: التذكير، والتأنيث هذه لابد من الموافقة فيها سواء أكان النعت حقيقياً أم سببياً، ثم بعد هذا هناك خمسة أخرى يمكن أن توافق ويمكن ألا توافق، وذلك في النعت السببي، فالنعت السببي هذا تنظر فيه من ناحية التذكير والتأنيث تطابق لما بعده ومن ناحية الإفراد والتثنية والجمع أيضاً تنظر لما بعده ولكنه ليس دائماً، يجوز لك المطابقة بالنسبة للإفراد والتثنية والجمع لما بعده خوفاً من الوقوع في اللغة التي قلنا إنها قليلة طبعاً ولكنها جائزة في نحو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)، فهذا هو الذي يقال عن النعت والمصنف هنا ذكر بعد النعت شيئاً متعلقاً بالنعت وهو أنواع المعارف ولعله ذكر ليبين أنه إذا كان المنعوت معرفة فلابد أن يكون النعت معرفة، وإذا كان المنعوت نكرة فلابد أن يكون النعت نكرة فمن أجل هذا ذكر أنواع المعارف بعده وسيطول الحديث فيها لذلك يعني سيطول الحديث فيها لأنها أبواب متعددة وليست باباً واحداً لذلك سيتأخر الحديث عن بقية التوابع حتى ننتهي من المعارف، حتى ننتهي من المعارف، ولذلك قال الصنف والمعرفة خمسة أشياء، بعض النحويين يجعلها ستة، بعض النحويين يجعل المعارف ستة وبعضهم يجعلها سبعة، وصاحبنا هنا اكتفى بستة بل اكتفى بخمسة الذي يذكره معظم النحويين يجعلونها ستة أنواع فيقولون المعارف هي : الضمير ، والعلم، واسم الإشارة، والاسم الموصول ، والمعرف بـ ال ، والمضاف إلى واحد من هذه الخمسة، معظم النحويين، بعض النحويين يزيد واحداً نوعاً من المعارف وهو النكرة المقصودة بالنداء، يعني إذا كان أمامك رجل وأنت تقصد هذا الرجل فتناديه فتقول يا رجل، هذه بعضهم يلحقها بباب المعارف ويقول إنها اكتسبت التعريف من قصدها بالنداء، من قصدها بالنداء ولكن بعضهم لا يذكرها ومعظم النحويين لا يذكر هذا، أيضاً معظم النحويين، لا يجعل المعارف خمسة كما ذكر صاحبنا هنا وهو قد أسقط الاسم الموصول، صاحبنا أسقط الحديث عن الاسم الموصول وبدأ بالحديث عن الضمائر فقال الاسم والمعرفة خمسة أشياء، الاسم المضمر نحو أنا وأنت، والضمير فيه كلام طويل جداً ولكن نبدأ بتعريفه ثم نذكر لكم بعض تقسيماته ولن نطيل الحديث فيها إن شاء الله تعالى، لكن تعريفه هو ما دل على متكلم كأنا أو مخاطب كأنت أو غائب كهو هذا هو الضمير، هذا هو الضمير ما دل على متكلم كأنا أو مخاطب كأنت أو غائب كهو ثم بارك الله فيك يقسمون الضمير عدة تقسيمات أول هذه التقسيمات أنه ينقسم إلى مستتر وبارز فأما المستتر فهو الذي لا صورة له باللفظ الموجود عندك كقولك مثلاً قم فإن فيه ضميراً مستتراً، وأما البارز فهو ما كان له صورة في اللفظ كقولك أنا مؤمن أو قولك كنت فإن التاء ضمير وهو بارز مذكور هذا هو التقسيم الأول التقسيم الثاني يقسمون الضمير من ناحية الاتصال والانفصال فيقولون الضمير إما متصل وإما منفصل، والضمير المتصل هو الذي لا يبتدأ به الكلام ولا يقع بعد إلا، الضمير المتصل هو الذي لا يبتدأ به الكلام ولا يقع إلا بعد إلا الضمير المنفصل، هو الذي يمكن أن يبتدأ به الكلام ويمكن أن يكون في آخر الكلام مثلا لا مانع أقول، الضمير المنفصل هو الذي يمكن أن يبتدأ به الكلام ويمكن أن يقع بعد إلا قال الله عزّ وجلّ﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾[البقرة: 255] وقال سبحانه وتعالى﴿ أَلَّا تَعْبُــدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾[يوسف: 40] هذا ضمير منفصل منصوب في إياه وهذا ضمير منفصل مرفوع في قوله عزّ وجلّ ﴿إِلَّا هُوَ ﴾ ففى كل هذه الأمور إذا كان للضمير يبتدأ به كقولك أنا مسلم أو يقع بعد إلا فهو ضمير منفصل، وإن كان لا يبتدأ به ولكن له صورة في اللفظ تراه أمامك تتحدث به تتكلم به فهذا ضمير متصل لا يبتدأ به ولا يقع إلا بعد إلا قال الله عزّ وجلّ ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾[طـه:13] أنا هنا ضمير رفع منفصل ثم هناك تفسير آخر يقسمون الضمير المنفصل بل قبل هذا نأخذ الضمير المتصل يقسمون الضمير المتصل من حيث المواقع الإعرابية ثلاثة أقسام، الضمير المتصل له من حيث المواقع الإعرابية ثلاثة أقسام القسم الأول ما لا يقع إلا في محل رفع، وهو خمسة ضمائر الألف يعني ألف الاثنين، وواو الجماعة وياء المخاطبة ونون النسوة وتاء الفاعل مرة ثانية هذه الضمائر الخمسة لا تقع إلا في محل رفع وهي ألف الاثنين، وواو الجماعة وياء المخاطبة ونون النسوة وتاء الفاعل سواء كانت للمتكلم أم للمخاطبة أم لغيره انتهينا من هذا .
ننتقل إلى النوع الثاني من الضمائر المتصلة وهو ما لا يقع في محل رفع بل يقع إما في محل نصب أو في محل جر وهو ثلاثة ضمائر وهي ياء المتكلم وهاء الغائب وكاف المخاطبة مرة ثانية هذه الضمائر لا تقع في محل رفع بل إما أن تقع في محل نصب وإما أن تقع في محل جر وهي ياء المتكلم وكاف المخاطب وهاء الغائب لا تقع في محل رفع أبداً.
النوع الثالث بارك الله فيكم، هو ما يقع في محال الإعراب الثلاثة أحياناً يقع في محل رفع وأحياناً يقع في محل نصب وأحياناً يقع في محل جر وهو ناء المتكلمين خاصة قال الله عزّ وجلّ ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ﴾[آل عمران:193] فـ "نا" في ربنا في محل خفض مضاف إليه وإننا في محل نصب وسمعنا في محل رفع .
وهذا تقسيم الضمائر المتصلة المتصلة من ناحية الإعراب أو من ناحية المواقع الإعرابية بعضها لا يقع إلا في محل رفع وبعضها يقع في محل رفع أو في محل نصب وبعضها يقع في محل الإعراب الثلاثة وهو ضمير واحد وهو "نا" .
أما الضمائر المنفصلة يا أيها الأحباب فإنها أيضاً لها تقسيم من الناحية الإعرابية فإن بعضها يقع في محل رفع فقط، وبعضها يقع في محل نصب فقط ولا يوجد ضمير منفصل يقع في محل جر، مرة ثانية الضمائر المنفصلة إما أن تكون في محل رفع وهي يسمونها بضمائر الرفع المنفصلة وإما أن تكون في محل نصب وهي التي يسمونها بضمائر النصب المنفصلة ولا يوجد عندنا ضمائر جر منفصلة، لا يوجد عندنا ضمائر جر منفصلة .
نبدأ بضمائر الرفع المنفصلة، هي اثنا عشر ضميراًُ، أولها ضميران للمتكلم وهما أنا ونحن أما أنا فللواحد
وأما نحن فلمن عاداه وأيضاً يوجد ضمائر رفع للمخاطب وهي خمسة أنت للمخاطب وأنتِ للمخاطبة وأنتما للمخاطبين وللمخاطبتين وأنتم للمخاطبين وأنتن للمخاطبات وأظن هذا واضح وكل هذه ضمائر رفع منفصلة بقي خمسة ضمائر للغائب وهي : هو للغائب الواحد وهي للغائبة، وهما للغائبين وللغائبتين، وهم للغائبين وهن للغائبات وأمثلتها لا تحصى من القرآن الكريم ومن غيره .
هذه ضمائر الرفع المنفصلة، أما ضمائر النصب المنفصلة فكذلك هي اثنا عشر لفظاً قلت هنا لفظاً وقلت هناك اثنا عشر ضميراً لماذا ؟ لأن قولي هنا لفظاً مبني على خلاف، ما نوع الضمير فيها وهل كل واحد منها ضمير ما يخصه أو أن الضمير لفظة واحدة فيها سننظر إن شاء الله بعد الانتهاء من سردها سنذكر هذه الضمائر ضمائر النصب المنفصلة اثنان للمتكلم وهما إياي للواحد وإيانا لمن عداه وأما المخاطب فله خمسة ضمائر وهي إياك للواحد وإياك للمخاطبة وإياكما للمخاطبين وللمخاطبتين وإياكم للمخاطبين وإياكن للمخاطبات هذه ألفاظ بعد قليل سنرى هل هي ضمائر فعلاً أو بعضها ضمير، أما الغائب فإن الواحد يقال عنه إياه والواحدة يقال إياها غائبة والغائبان والغائبتان يقال إياهما والغائبين يقال إياهم والغائبات يقال إياهن، ثم نعود إلى ما وعدتكم به وهو النظر أين الضمير من هذه معظم الأقوال ترى أن الضمير هو إياه واحدة وأن ما لحق به مثل الياء في إياي أو الكاف في إياك إنما هي حروف تدل على نوعية صاحب
الضمير أهو متكلم أم مخاطب أم غيره بعضهم يرى العكس يرى أن إي إنما هي عامود وإنما الضمير هو الياء في إياي أو الكاف في إياك وهذا إنما جاء ليعتمد عليه هذا الضمير لأنه سيصير ضميراً متصلاً والضمير المتصل كما ذكرنا لا يعتمد على نفسه ولا يبتدأ به الكلام .
قول ثالث: أن إي هي الضمير وأن الياء ضمير أيضاً وقد أضيف أحدهما إلى الآخر، يعني صار عندنا ضميران بعضهم يقول لا إي اسم والهاء ضمير وقد أضيف الاسم إلى الضمير والصواب في ذلك والله أعلم أن إياي كلها ضمير ولماذا تفرعون وتكثرون الكلام علينا فنحن نرى أن إياي كلها أو
إياك أو إياه أو إياهما كلها ضمير واحد وهو ضمير نصب متصل .
سؤال: قلتم لا يوجد ضمير جر منفصل، أنا أقدم السؤال قبل أن تسألوني فأسأل نفسي هذا السؤال إذا كان عندنا مثلا توكيد التوكيد تعرفون أنه يتبع ما قبله فأنا أريد أن أؤكد ضميراً في محل جر فماذا أفعل ؟ ما عندي ضمير منفصل يمكن أن أؤكد به، تقول جئت أنت، أنت توكيد للتاء ورأيتك أنت، أنت توكيد للكاف مع أن أنت ضمير رفع والكاف ضمير نصب، مررت بك ماذا تفعل به ؟ مثله، أكدت بضمير الرفع المنفصل أي ضمير متصل يعني سواء كان في محل رفع أو في محل نصب أو في محل جر، أكدت بضمير الرفع المنفصل كل ضمير متصل على أي حالة إعرابية كان، فإذاً لسنا بحاجة إلى ضمير جر منفصل، السبب في هذا يا أيها الأحباب أنا لم نجد بكلام العرب شيئاً، ليس في كلام العرب ضمير جر منفصل فلذلك اكتفينا بأن نؤكد إذا احتجنا لضمير يكون في محل جر أن نأتي بضمير الرفع وهو يغني، ولكن هل يجوز أن تقول مررت بك إياك، بعضهم أجاز وقالوا إن النصب قريب من الجر، النصب قريب من الجر فلا بأس أن تؤكد به لكن الأولى كما ذكرت لكم وهذا موجود في كلام العرب أن تؤكد بضمير الرفع المنفصل، أن تؤكد
بضمير الرفع المنفصل في قول الله عزّ وجلّ ﴿ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾[البقرة:40] هذا ضمير نصب منفصل، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) فاليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة وقوله هي هذا ضمير رفع منفصل وقال الله عزّ وجلّ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾[الفاتحة:5] فإياك ضمير نصب منفصل وقال الله عزّ وجلّ ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾[النساء:131] هذا ضمير نصب منفصل وقال سبحانه وتعالى ﴿ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾[يوسف: 40] هذا ضمير نصب منفصل والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة الأمثلة والشواهد على ضمائر الرفع المنفصلة وعلى ضمائر النصب المنفصلة كثيرة أما شواهد الضمائر المتصلة فنحو قول الله عزّ وجلّ ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾[آل عمران:43] الياء في هذه المواضع الثلاثة ضمير متصل مبني في محل رفع وقال صلى الله عليه وسلم مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه يوصيني الياء هنا ضمير متصل في محل نصب بيوصي ﴿ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ﴾[لأعراف: 156] الياء هنا في محل جر مضاف إليه وقال الله سبحانه وتعالى ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾[مريم:30] الياء هنا في محل نصب وقال سبحانه وتعالى ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾[الضحى:3] فالكاف في ودعك في محل نصب وفى ربك في محل جر ما ودعك ربك لأنها مضاف إليه وقال سبحانه وتعالى ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ [الكهف: 37] له الهاء هنا في محل جر صاحبه في محل جر مضاف إليه يحاوره في محل نصب وقال الله سبحانه وتعالى كما ذكرت لكم قبل ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ﴾ فجاءت نا هنا في هذه المواضع الثلاثة مختلفة الإعراب في قوله سبحانه ربنا هذه في محل جر مضاف إليه إننا في محل نصب سمعنا في محل رفع هذه هي الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة وقد ذكرت لكم بعض الأمثلة المتعلقة بها في قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾[الإسراء: 31] هذا من الضمائر المنفصلة ومنه قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾[يونس: 28] هذه من ضمائر النصب المنفصلة وقال سبحانه وتعالى ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾[لأعراف: 89] هذه من ضمائر الرفع المنفصلة وقال سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[الحجر:9] إنا نحن أما إنا فضمير متصل أما نحن فضمير منفصل هذه أنواع الضمائر .
أشير إلى نقطة الضمير يا أيها الأحباب يُؤتى به للإيجاز والاختصار، فالأصل أنه كلما أمكنك أن تأتي بالضمير متصل فلا تعدل إلى المنفصل لا تعدل إلى المنفصل يعني مثلا تقول نعبدك يا ربي ولا يجوز أن نعبد
إياك يا ربي لأنه أمكن المجيء بالضمير المتصل لكن لو قدمت هذه الكاف وهو لا يبتدأ بها فلا يمكن الابتداء بها فإنك حينئذ تقول إياك نعبد فتأتي بالضمير المنفصل فإذاً كلما أن تأتي بالضمير متصلاً فلا تعدل إلى أن تأتي به منفصلاً كلما أمكنك ذلك ويستثنى من ذلك مسألتان :
المسألة الأولى: أن يكون العامل عاملاً في ضميرين، أولهما أعرف وليس مرفوعا أولهما أعرف من الثاني وليس مرفوعاًَ وذلك نحو قول الله عزّ وجلّ ﴿ أَنُلْزِمُكُمُوهَا ﴾[هود:28] فهنا يجوز لك لو في غير
القرآن الكريم أن تقول أنلزمكم إياها لا مانع .
المسألة الثانية: هو أن يكون الضمير خبراً لكان أو لإحدى أخواتها فإنك مخير بين أن تأتي به متصلاً أو تأتي به منفصلاً، فتقول الصديق كانه زيد، تأتي به متصل ويجوز أن تقول الصديق كان إياه زيد، فإذاً أعيد
القاعدة مرة أخيره أنه كلما أمكنك المجيء بالضمير متصلاً فلا تعدل إلى انفصاله لا تذهب إلى انفصاله إلا
في هذين الموضعين الذين ذكرتهما لكم وفى الضمير تفصيلات كثيرة لم أحب أن أتطرق إليها لأنها ستخرج بنا عن مستوى شرح هذا أو هذه المقدمة، فاكتفيت بذكر ما ذكرته لكم من الحديث عن الضمير وبعد هذا إن شاء الله تعالى سننتقل إلى نوع أو إلى باب جديد من أبواب المعارف وهو باب العلم لكنه سيكون إن شاء الله في لقاءنا القادم فأما الآن فأترك لكم الفرصة لتقديم الأسئلة وأرى الأسئلة الأيدي مرتفعة ومحتشدة، فتفضل يا شيخ .
سأل أحد الطلبة:
ما معنى إياك وهل هناك فرق بين إياك التي تكلمنا عنها وإياك للتحذير مثل إياك أن تفعل ذلك ؟
أجاب الشيخ:
بارك الله فيك سؤال جيد، أما إياك التي يقصد منها التحذير فهي في الأصل كاف المخاطب،هي في
الأصل التي يقصد منها التحذير هي في الأصل كاف المخاطب ولكنها فصلت عن فعل التحذير لأنه مضمر لأن تقدر أحذرك فلما فصلت امتنعت أن تبقى بها لأنها ضمير متصل ففصلتها فصارت إياك، هذه في التحذير، أما في إياك نعبد وإياك نستعين فهي نفسها هي الضمير لكن الفرق بينهما أن تلك كانت متصلة بالفعل والفعل أمر وجوباً لأن صيغة التحذير هذه هي وأما في إياك نعبد فأنت قدمت المؤخر أصله نعبدك
لكن قدمته لغرض القصد إياك نعبد، يعني نعبدك وحدك.
سأل الطالب:
ويفعل نفس الفعل في الإعراب ؟
أكمل الشيخ:
والعمل هو هو يعني هي معمولة لفعل طبعاً إياك نعبد معمولة للفعل المتأخر أما إياك أن تعمل كذا وكذا، فهي معمولة للفعل المقدر، بارك الله فيك ، تفضل .
سأل أحد الطلبة:
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ، قلتم فضيلتك أن النكرة المقصودة بالنداء بعضهم يلحقها
بالتعريف .
أكمل الشيخ:
نعم بالمعارف، يعني يجعلها من أنواع المعارف، صحيح .
أكمل الطالب:
فهل هذا القول صحيح ؟
أكمل الشيخ:
نعم هو صحيح .
أكمل الطالب:
وإن كان صحيحاً فكيف يعربون مثلت فضيلتك قلت يا رجل، فكيف لو قلنا يا رجل المهام الصعبة، فيكون رجل هنا معرفة وبعدها معرف فكيف يعربونها ؟
أجاب الشيخ:
يا رجل إذا سكت فهي نكره لكن لو قلت يا رجل المهام الصعبة فأنت الآن عرفتها ولكن ليس التعريف
بواسطة النداء، في المثال الثاني وإنما هو باسط الإيضاح لأنك أضفتها إلى معرفة بارك الله فيك، نعم
تفضل .
سأل أحد الطلبة:
فضيلة الشيخ جزاكم الله خير في الاسم المضمر ثم جاء بالاسم العلم قدم الاسم المضمر على
الاسم العلم، ونعرف أن الاسم العلم يدل على شيخ مثلا تقول محمد، فلماذا كان الاسم المضمر أعرف من الاسم العلم ؟
أجاب الشيخ:
بارك الله فيك هذا سؤال جيد، طبعاً أنا ما أحببت أن أتحدث عن ترتيب المعارف ولكن كان سيأتي
ترتيبها يعني تلقائياً لكن هم فعلاً بدءوا ومعظم النحويين يبدءون بالضمير ويقولون إن الضمير أعرف
المعارف ويليه في التعريف العلم ويليهما اسم الإشارة ثم الاسم الموصول، ثم المعرف بـ ال ثم المضاف إلى واحد من هذه المعارف بحسب ما أضيف إليه ما عدا المضاف إلى الضمير أو المضاف إلى العلم فإنهما في مرتبة واحدة، أما الباقي فعلى نفس الترتيب فالنحويون يرون أن هذا هو ترتيب المعارف أنه يبدأ بالضمير وهو أعرف المعارف عندهم ، والعلم يليه إلا لفظاً واحداً وهو لفظ الجلالة، فهو أعرف من الضمائر ومن غيرها، فهذا الذي يقال في هذا الجانب، يعني ترتيبها هو كذلك، ونكتفي اليوم بهذا القدر.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

الموضوع التالي


الحديث عن المذكر

الموضوع السابق


كان وأخواتها