مقدمة الزركشي لكتاب البرهان في علوم القرآن
 

وهذا آخر ما ذكرته في خطبة التحبير وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنين وسبعين وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق‏.‏
ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتاباً مبسوطاً ومجموعاً مضبوطاً أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكري أقدم رجلاً وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتاباً في ذلك حافلاً يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته‏:‏ لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع ولما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه عنواناً في كتابه معيناً للمفسر على حقائقه مطلعاً على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن‏.‏
وهذه فهرست أنواعه‏:‏ النوع الأول‏:‏ معرفة سبب النزول‏.‏
الثاني‏:‏ معرفة المناسبات بين الآيات‏.‏
الثالث‏:‏ معرفة الفواصل‏.‏
الرابع‏:‏ معرفة الوجوه والنظائر‏.‏
الخامس‏:‏ علم المتشابه‏.‏
السادس‏:‏ علم المبهمات‏.‏
السابع‏:‏ في أسرار الفواتح‏.‏
الثامن‏:‏ في خواتم السور‏.‏
التاسع‏:‏ في معرفة المكي والمدني‏.‏
العاشر‏:‏ في معرفة أول ما نزل‏.‏
الحادي عشر‏:‏ معرفة على كم لغة نزل‏.‏
الثاني عشر‏:‏ في كيفية إنزاله‏.‏
الثالث عشر‏:‏ في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة‏.‏
الرابع عشر‏:‏ معرفة تقسيمه‏.‏
الخامس عشر‏:‏ معرفة أسمائه‏.‏
السادس عشر‏:‏ معرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز‏.‏
السابع عشر‏:‏ معرفة ما فيه من غير لغة العرب‏.‏
الثامن عشر‏:‏ معرفة غريبه‏.‏
التاسع عشر‏:‏ معرفة التصريف‏.‏
العشرون‏:‏ معرفة الأحكام‏.‏
الحادي والعشرون‏:‏ معرفة كون اللفظ أوالتركيب أحسن وأفصح‏.‏
الثاني والعشرون‏:‏ معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أونقص‏.‏
الثالث والعشرون‏:‏ معرفة توجيه القرآن‏.‏
الرابع والعشرون‏:‏ معرفة الوقف‏.‏
الخامس والعشرون‏:‏ علم رسوم الخط‏.‏

السادس والعشرون‏:‏ معرفة فضائله‏.‏
السابع والعشرون‏:‏ معرفة خواصه‏.‏
الثامن والعشرون‏:‏ هل في القرآن شيء أفضل من شيء‏.‏
التاسع والعشرون‏:‏ في آداب تلاوته‏.‏
الثلاثون‏:‏ في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن‏.‏
الحادي والثلاثون‏:‏ معرفة الأمثال الكامنة فيه‏.‏
الثاني والثلاثون‏:‏ معرفة أحكامه‏.‏
الثالث والثلاثون‏:‏ معرفة جدله‏.‏
الرابع والثلاثون‏:‏ معرفة ناسخه ومنسوخه‏.‏
الخامس والثلاثون‏:‏ معرفة موهم المختلف‏.‏
السادس والثلاثون‏:‏ معرفة المحكم من المتشابه‏.‏
السابع والثلاثون‏:‏ في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات‏.‏
الثامن والثلاثون‏:‏ معرفة إعجازه‏.‏
التاسع والثلاثون‏:‏ معرفة وجوب متواتره‏.‏
الأربعون‏:‏ في بيان معاضدة السنة والكتاب‏.‏
الحادي والأربعون‏:‏ معرفة تفسيره‏.‏
الثاني والأربعون‏:‏ معرفة وجوه المخاطبات‏.‏
الثالث والأربعون‏:‏ بيان حقيقته ومجازه‏.‏
الرابع والأربعون‏:‏ في الكنايات والتعريض‏.‏
الخامس والأربعون‏:‏ في أقسام معنى الكلام‏.‏
السادس والأربعون‏:‏ في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن‏.‏
السابع والأربعون‏:‏ في معرفة الأدوات‏.‏
واعلم انه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولوأراد الإنسان استقصاؤه لا ستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير‏.‏
هذا آخر كلام الزركشي في خطبته‏:‏ ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سروراً وحمدت الله كثيراً وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيباً أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ماحقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفرداً وستروى من مناهله العذبة رياً لا ظمأ بعده أبداً وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته بمجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله أستمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإله أنيب‏.‏