النوع السادس والثلاثون في معرفة غريبه : المصنفات
 
أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون‏:‏ منهم أبو عبيدة وأبو عمر الزاهد وابن دريد ومن أشهرها كتاب العزيزي فقد أقام في تأليفه خمس عشرة سنة يحرره هووشيخه أبو بكر بن الأنباري ومن أحسنها المفردات للراغب ولأبي حيان في ذلك تأليف مختصر في كراسين‏.‏
قال ابن الصلاح‏:‏ وحيث رأيت في كتب التفسير قال أهل المعاني‏:‏ فالمراد به مصنفوالكتب في معنى القرآن كالزجاج والفراء والأخفش وابن الأنباري انتهى‏.‏
وينبغي الاعتناء به‏.‏
فقد أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعاً أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه‏.‏
وأخرج مثله عن عمر بن عمروبن مسعود موقوفاً‏.‏
وأخرج من حديث عمر مرفوعاً من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات المراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه وليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة وهوما يقابل اللحن لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها وعلى الخائص في ذلك التثبيت والرجوع إلى كتب أهل الفن وعدم الخوض بالظن فهذه الصحابة وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل القرآن عليهم وبلغتهم توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها فلم يقولوا فيها شيئاً‏.‏
فاخرج أبو عبيد في الفضائل عن إبراهيم التميمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله ‏)‏وفاكهة وأبا فقال‏:‏ أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم‏.‏
وأخرج عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر وفاكهة وأبا فقال‏:‏ هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم رجع إلى نفسه فقال‏:‏ إن هذا لهوالكلف يا عمر‏.‏
وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال‏:‏ أحدهما‏:‏ أنا فطرتها يقول‏:‏ أنا ابتدأتها‏.‏
وأخرج ابن جريج عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله ‏)‏وحنانا من لدنا فقال‏:‏ سألت عنها ابن عباس فلم يجب فيها شيئاً‏.‏
وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ لا والله ما أدري ما حنانا وأخرج الفرياني‏:‏ حدثنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ كل القرآن أعلمه إلا أربعاً‏:‏ غسلين وحنانا وأواه والرقيم‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عتن قتادة قال‏:‏ قال ابن عباس‏:‏ ما كنت ادري ما قوله ‏)‏ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق حتى سمعت قول بنت ذي يزن‏:‏ تعال أفاتحك تريد‏:‏ أخاصمك‏.‏
وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم‏.‏
فصل معرفة هذا الفن للمفسر ضرورية كما سيأتي في شروط المفسر‏.‏
قال في البرهان يحتاج‏:‏ الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم اللغة أسماء وأفعالاً وحروفاً‏.‏
فالحروف نقلتها تكلم النحاة على معانيها فيؤخذ ذلك من كتبهم‏.‏
وأما الأسماء والأفعال فتؤخذ من كتب علواللغة وأكبرها كتاب ابن السيد ومنها‏:‏ التهذيب للأزهري والمحكم لابن سيده والجامع للقزاز والصحاح للجوهري والبارع للفارابي ومجمع البحرين للصاغاني‏.‏
ومن الموضوعات في الأفعال كتاب أبن القوطية وابن الظريف والسرقسطي ومن أجمعها كتاب ابن القطاع‏.‏