عبادة و خشية
 

بسم الله الرحمن الرحيم

عبادة و خشية

و قد مدح الله الله تعالى أهل طاعته بقوله :ـ

اٍن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ـ 57 ـ الذين هم بايات ربهم يؤمنون ـ 58 ـو الذين هم بربهم لا يشركون ـ 59 ـ و الذين يؤتون ما أتوا و قلوبهم و جلة أنهم الى ربهم راجعون ـ 60 ـ أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون ـ 61 ـ سورة المؤمنون

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الأية فقلت :ـ

أهم الذين يشربون الخمر و يزنون و يسرقون ؟ فقال:ـ

لا يا ابنة الصديق ، و لكنهم الذين يصومون و يصلون ، و يتصدقون ، و يخافون ألا يتقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات.ـ رواه الترمذي و ابن ماجه و أحمد

أخي المسلم : هكذا كان سلفنا الكرام ، يتقربون الى الله بالطاعات ، و يسارعون اٍليه بأنواع القربات ، و يحاسبون أنفسهم على الزلات ، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم .ـ

فهذا الصديق رضي الله عنه : كان يمسك بلسانه و يقول : هذا الذي أوردني الموارد !!و كان يبكي كثيرا ، و يقول : ابكوا ، فاٍن لم تبكوا فتباكوا ، و قال :ـ

و الله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل و تعضد

و هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى :ـ

اٍن عذاب ربك لواقع

سورة الطور الأية 7

فبكى و اشتد بكاؤه حتى مرض و عادوه . و كان يمر بالأية في ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى في البيت أياما حتى يعاد ، يحسبونه مريضا . و كان في وحهه خطان أسودان من البكاء

و قال له عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :مصّـرالله بك الأمصار ، و فتح بك الفتوح ، فقال عمر :وددت أني أنجو لا أجر و لا وزر !!ـ

و هذا ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه : كان اذا وقف على القبر بكى حتى تتبلل لحيته .و قال : ـ

لو أنني بين الجنة و النار لا أدري اٍلى ايتهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير !!ـ

 

و هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كان كثير البكاء و الخوف ، و المحاسبة لنفسه . و كان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل و اتباع الهوى .قال : ـ

فأما طول الأمل فينسي الأخرة و أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ـ

اعداد القسم العلمي بدار الوطن

المصادر :ـ

كتاب المدهش و كتاب ذم الهوى لإبن الجوزي

كتاب اٍغاثة اللهفان و كتاب الجواب الكافي لإبن قيم الجوزية