أقوال في محاسبة
 

بسم الله الرحمن الرحيم

أقوال في محاسبة النفس

ـ1ـ كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه اٍلى بعض عماله :ـ

حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة ، فاٍن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره اٍلى الرضا و الغبطة ، و من ألهته حياته ، و شغلته أهواؤه عاد أمره اٍلى الندامة و الخسارة

ـ2ـ و قال الحسن ـ البصري رحمه الله ـ :ـ

لا تلقى مؤمنا اٍلا يحاسب نفسه : ماذا أردت تعملين ؟ و ماذا أردت تأكلين ؟و ماذا أردت تشربين ؟ و الفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه

ـ4ـ و قال قتادة في قوله تعالى ـ : و كان أمره فرطا سورة الكهف الأية 28 :ـ

أضاع نفسه و غبن ، و مع ذلك تراه حافظا لماله ، مضيعا لدينه

ـ5ـ و قال ميمون بن مهران ـ : ـ

لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، و لهذا قيل :ـ

النفس كالشريك الخوان ، اٍن لم تحاسبه ذهب بمالك

ـ6ـ و ذكرالإمام أحمد عن وهب قال : مكتوب في حكمة ال داود : حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يحاسب فيها نفسه ، و ساعة يخلو فيها مع اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ، و يصدقونه عن نفسه ، و ساعة يخلي فيها بين نفسه و بين لذاتها فيما يحل و يجمل ، فاٍن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات و اٍجماما للقلوب

ـ7ـ وكان الأحنف بن قيس يجئ اٍلى المصباح ، فيضع اٍصبعه فيه ثم يقول :ـ

حس يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟! ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ـ

ـ8ـ و قال الحسن ـ : ـ

المؤمن قوّام على نفسه ، يحاسب نفسه لله ، و اٍنما خفف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، و اٍنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة

اٍن المؤمن يفجأه الشئ و يعجبه فيقول: و الله اٍني لأشتهيك ن و اٍنك لمن حاجتي ، و لكن و الله ما من صلة اٍليك ، هيهات هيهات ، حيل بيني و بينك . و يفرط منه الشيء فيرجع الى نفسه فيقول : ما أردت اٍلى هذا ؟ مالي و لهذا ؟ و الله لا أعود الى هذا أبدا ـ

اٍن المؤمنين قوم أوقفهم القران ، و حال بينهم و بين هلكتهم ـ

اٍن المؤمن أسير في الدنيا يسعى الى فكاك رقبته ، لا يامن شيئا حتى يلقى الله ، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه و في بصره ، و في لسانه و في جوارحه ، مأخوذ عليه في ذلك كله ـ

ـ9ـ و قال مالك بن دينار رحمه الله ـ : ـ

رحم الله عبدا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم زمّها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائدا

ـ10ـ و قال ابن أبي مليكة ـ : ـ

أدركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول :اٍنه على اٍيمان جبريل و ميكائيل .ـ

أخي المسلم الموفق:ـ

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله : أعجب العجاب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم ، و المبهرج امن !! هذا الصديق رضي الله عنه يمسك لسانه و يقول : هذا الذي أوردني الموارد ، و هذا عمر يقول : يا حذيفة : هل أنا منهم ـ يعني المنافقين ـ و المخلط على بساط الأمن !! ـ

و قال الإمام بن القيم رحمه الله : ـ

و من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم و جدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، و نحن جمعنا بين التقصير ، بل التفريط و الأمن

هكذا يقول بن القيم رحمه الله عن نفسه و عصره ، فماذا نقول نحن عن أنفسنا و عصرنا ؟!ـ

فيا أخي الحبيب :ـ

لا تضيع ايامك ، فاٍنها رأس مالك ، فاٍنك ما دمت قادرا على رأس مالك قدرت على الربح، و اٍن بضاعة الأخرة كاسدة في يومك هذا ، فاجتهد حتى تجمع بضاعة الأخرة في وقت الكساد فاٍنه يجئ يوم تصير هذه البضاعة فيه عزيزة ، فاستكثر منها في يوم الكساد ليوم العز ، فاٍنك لا تقدر على طلبها في ذلك اليوم

اعداد القسم العلمي بدار الوطن

المصادر :ـ

كتاب المدهش و كتاب ذم الهوى لإبن الجوزي

كتاب اٍغاثة اللهفان و كتاب الجواب الكافي لإبن قيم الجوزية

الموضوع التالي


أقسام محاسبة النفس

الموضوع السابق


واعظ الله في القلب