باب مَنْ آجَرَ نَفْسَهُ لِيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهِ وَأُجْرَةِ الْحَمَّالِ
 
2273- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ انْطَلَقَ أَحَدُنَا إِلَى السُّوقِ فَيُحَامِلُ فَيُصِيبُ الْمُدَّ وَإِنَّ لِبَعْضِهِمْ لَمِائَةَ أَلْفٍ قَالَ مَا تَرَاهُ إِلاَّ نَفْسَهُ"
قوله: "باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره ثم تصدق به" في رواية الكشميهني: "ثم تصدق منه" وقوله: "وأجر الحمال" أي وباب أجر الحمال. قوله: "حدثنا أبي" هو الأموي صاحب المغازي. وقوله: "عن شقيق" هو أبو وائل، وقوله: "فيحامل" أي يطلب أي يحمل بالأجرة، وقوله: "بالمد" أي يحمل المتاع بالأجرة وهي مد من طعام، والمحاملة مفاعلة وهي تكون بين اثنين، والمراد هنا أن الحمل من أحدهما والأجرة من الآخر كالمساقاة والمزارعة، ووقع للنسائي من طريق منصور عن أبي وائل "ينطلق أحدنا إلى السوق فيحمل على ظهره". قوله:
(4/450)

"وأن بعضهم لمائة ألف" هذه اللام للتأكيد وهي ابتدائية لدخولها على اسم إن وتقدم الخبر وهي كقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} ومراده أن ذلك في الوقت الذي حدث به، وقد تقدم في الزكاة بلفظ: "وإن لبعضهم اليوم مائة ألف" زاد النسائي: "وما كان له يومئذ درهم" أي في الوقت الذي كان يحمل فيه. قوله: "قال ما نراه إلا نفسه" بين ابن ماجة من طريق زائدة عن الأعمش أن قائل ذلك هو أبو وائل الراوي للحديث عن أبي مسعود، وقد تقدم شرح هذا الحديث في كتاب الزكاة.
(4/451)

باب أجرة السمسرة
...