باب لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ.
 
وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ" قَالَ سُفْيَانُ عِرْضُهُ: يَقُولُ مَطَلْتَنِي وَعُقُوبَتُهُ: الْحَبْسُ
2401- حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يتقاضاه فأغلظ له ، فهم به أصحابه فقال: دعوه فأن لصاحب الحق مقالاً"
قوله: "باب لصاحب الحق مقال" كر فيه حديث أبي هريرة المقدم قريبا وهو نص في ذلك، وذكر الحديث المعلق لما فيه من تفسير المقال، وقد تقدم شرح حديث أبي هريرة قريبا. قوله: "ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته" اللي بالفتح المطل، لوى يلوي. والواجد بالجيم الغني، من الوجد بالضم بمعنى القدرة. ويحل بضم أوله أي يجوز وصفه بكونه ظالما. والحديث المذكور وصله أحمد وإسحاق في مسنديهما وأبو داود والنسائي من حديث عمرو بن الشريد بن أوس الثقفي عن أبيه بلفظه وإسناده حسن، وذكر الطبراني أنه لا يروى إلا بهذا الإسناد. قوله: "قال سفيان: عرضه يقول مطلني وعقوبته الحبس" وصله البيهقي من طريق الفريابي وهو من شيوخ البخاري عن سفيان بلفظ: "عرضه أن يقول مطلني حقي وعقوبته أن يسجن" وقال إسحاق: فسر سفيان عرضه أذاه بلسانه، وقال أحمد: لما رواه وكيع بسنده قال وكيع "عرضه شكايته" وقال كل منهما: عقوبته حبسه. واستدل به على مشروعية حبس المدين إذا كان قادرا على الوفاء تأديبا له وتشديدا عليه كما سيأتي نقل الخلاف فيه، وبقوله: "الواجد" على أن المعسر لا يحبس. "تنبيه": وقع في الرافعي في المتن المرفوع "لي الواجد ظلم وعقوبته حبسه" وهو تغيير، وتفسير العقوبة بالحبس إنما هو من بعض الرواة كما ترى.
(5/62)