باب [163 الأعراف]: {وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} يَتَعَدَّوْنَ يُجَاوِزُونَ فِي السَّبْتِ. {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}: شَوَارِعَ {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ} إلى قوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
 
قوله: "باب قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ}" الجمهور أن القرية المذكورة أيلة وهي التي على طريق الحاج الذاهب إلى مكة من مصر، وحكى ابن التين عن الزهري أنها طبرية. قوله: "{إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}: يتعدون، يتجاوزون" قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}: أي يتعدون فيه عما أمروا به ويتجوزون. قوله: "شرعا: شوارع - إلى قوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}" هو قول أبي عبيدة أيضا. قوله: "بئيس" شديد، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}: أي شديد وزنا ومعنى، قال الشاعر:
حنقا علي وما ترى ... لي فيهم أمرا بئيسا
(6/452)

هذا على إحدى القراءتين، والأخرى بوزن حذر، وقرئ شاذا بوزن هين وهين مذكرين. "تنبيه": لم يذكر المصنف في هذه القصة حديثا مسندا، وقد روى عبد الرزاق من حديث ابن عباس بسند فيه مبهم، وحكاه مالك عن يزيد بن رومان معضلا، وكذا قال قتادة: إن أصحاب السبت كانوا من أهل أيلة وأنهم لما تحيلوا علي صيد السمك بأن نصبوا الشباك يوم السبت ثم صادوها يوم الأحد فأنكر عليهم قوم ونهوهم فأغلظوا لهم، فقالت طائفة أخرى دعوهم واعتزلوا بنا عنهم، فأصبحوا يوما فلم يروا الذين اعتدوا، ففتحوا أبوابهم فأمروا رجلا أن يصعد على سلم فأشرف عليهم فرآهم قد صاروا قردة، فدخلوا عليهم فجعلوا يلوذون بهم، فيقول الذين نهوهم: ألم نقل لكم، ألم ننهكم؟ فيشيرون برءوسهم. وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس: "أنهم لم يعيشوا إلا قليلا وهلكوا" وروى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس "صار شبابهم قردة وشيوخهم خنازير".
(6/453)

باب قوله تعالى { و آتينا داود زبورا }
...