باب كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 
3569- حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه ثم سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي".
3570- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ "سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ وَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَتَوَلاَهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ".
[الحديث 3570 – أطرافه في: 4964، 5610، 6581، 7517]
قوله: "باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه" في رواية الكشميهني: "عيناه ولا ينام قلبه". قوله: "رواه سعيد بن ميناء عن جابر" وصله في كتاب الاعتصام مطولا، وسيأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى وأخرجه المصنف في الباب من حديث عائشة في صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل وفي آخره: "فقلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي" وهذا قد تقدم في صلاة التطوع، وتقدم حديث ابن عباس في ذلك في صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل، ثم ذكر طوفا من حديث شريك عن أنس في المعراج، وسيأتي بأتم من هذا في التوحيد. قوله: "حدثنا إسماعيل" هو ابن أبي أويس. قوله: "حدثنا أخي" هو أبو بكر عبد الحميد، وسليمان هو ابن بلال. قوله: "جاءه ثلاثة نفر" هم ملائكة، ولم أتحقق أسماءهم. قوله: "فقال أولهم أيهم" هو مشعر بأنه كان نائما بين اثنين أو أكثر، وقد قيل إنه كان نائما بين عمه حمزة وابن عمه جعفر بن أبي طالب. قوله: "فكانت تلك" أي القصة أي لم يقع في تلك الليلة غير ما ذكر من الكلام. قوله: "حتى جاءوا إليه ليلة أخرى" أي بعد ذلك، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله: "قبل أن يوحى إليه" ما سيأتي بيانه في مكانه. قوله: "فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم" قد تقدم مثل هذا من قول عبيد بن عمير في أوائل الطهارة، ومثله لا يقال من قبل الرأي، وهو ظاهر في أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم لكنه بالنسبة للأمة، وزعم القضاعي أنه مما اختص
(6/579)

به عن الأنبياء أيضا، وهذان الحديثان يردان عليه، وقد تقدم في التيمم في الكلام على حديث عمران في قصة المرأة صاحبة المزادتين ما يتعلق بكونه صلى الله عليه وسلم كان تنام عيناه ولا ينام قلبه، فليراجع منه من أراد الوقوف عليه.
(6/580)