باب عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلاَمِ 15
 

ويمشون في الشعر". قوله: "حمر الوجوه فطس الأنوف" الفطس الانفراش، وفي الرواية التي قبلها "دلف الأنوف" جمع أدلفة بالمهملة والمعجمة وهو الأشهر، قيل: معناه الصغر، وقيل: الدلف الاستواء في طرف الأنف ليس بحد غليظ، وقيل تشمير الأنف عن الشفة العليا، ودلف بسكون اللام جمع أدلف مثل حمر وأحمر، وقبل الدلف غلظ في الأرنبة وقيل تطامن فيها، وقيل ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته، وقيل قصره مع انبطاحه، وقد تقدم بقية القول فيه في أثناء الجهاد. قوله: "وجوههم المجان المطرقة" في الرواية الماضية "كأن وجوههم المجان المطرقة" وقد تقدم ضبطه في أثناء الجهاد في "باب قتال الترك" قيل إن بلادهم ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور، قال البيضاوي: شبه وجوههم بالترسة لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثيرة لحمها. قوله: "نعالهم الشعر" تقدم القول فيه في أثناء الجهاد في "باب قتال الترك" قيل المراد به طول شعورهم حتى تصير أطرافها في أرجلهم موضع النعال، وقيل: المراد أن نعالهم من الشعر بأن يجعلوا نعالهم من شعر مضفور، وقد تقدم التصريح بشيء من ذلك في "باب قتال الترك" من كتاب الجهاد ووقع في رواية لمسلم كما تقدم من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة "يلبسون الشعر" وزعم ابن دحية أن المراد به القندس الذي يلبسونه في الشرابيش، قال وهو جلد كلب الماء. قوله: "تابعه غيره عن عبد الرزاق" كذا في الأصول التي وقفت عليها وكذا ذكره المزي في "الأطراف" ووقع في بعض النسخ "تابعه عبدة" وهو تصحيف، وقد أخرجه الإمامان أحمد وإسحاق في مسنديهما عن عبد الرزاق، وجعله أحمد حديثين فصل آخره فقال: "وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقواما نعالهم الشعر". قوله في الرواية الأخرى "حدثنا سفيان" هو ابن عيينة، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وقيس هو ابن أبي حازم. قوله: "أتينا أبا هريرة" في رواية أحمد عن سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: "نزل علينا أبو هريرة بالكوفة وكان بينه وبين مولانا قرابة قال سفيان: وهم - أي آل قيس بن أبي حازم - موالي لأحمس، فاجتمعت أحمس، قال قيس: فأتيناه نسلم عليه فقال له أبي: يا أبا هريرة هؤلاء أنسابك أتوك ليسلموا عليك وتحدثهم، قال: مرحبا بهم وأهلا صحبت" فذكره. قوله: "ثلاث سنين" كذا وقع وفيه شيء، لأنه قدم في خيبر سنة سبع وكانت خيبر في صفر ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة فتكون المدة أربع سنين وزيادة، وبذلك جزم حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: "صحبت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة" أخرجه أحمد وغيره، فكأن أبا هريرة اعتبر المدة التي لازم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الملازمة الشديدة وذلك بعد قدومهم من خيبر، أو لم يعتبر الأوقات التي وقع فيها سفر النبي صلى الله عليه وسلم من غزوه وحجه وعمره، لأن ملازمته له فيها لم تكن كملازمته له في المدينة، أو المدة المذكورة بقيد الصفة التي ذكرها من الحرص، وما عداها لم يكن وقع له فيها الحرص المذكور، أو وقع له لكن كان حرصه فيها أقوى والله أعلم. قوله: "لم أكن في سني" بكسر المهملة والنون وتشديد التحتانية على الإضافة أي في سني عمري، ووقع في رواية الكشميهني: "في شيء" بفتح المعجمة وسكون التحتانية بعدها همزة واحد الأشياء، وقوله: "أحرص مني" أفعل تفضيل والمفضل عليه هو أبو هريرة، لكن باعتبارين، فالأفضل المدة التي هي ثلاث سنين والمفضول بقية عمره، ووقع في رواية أحمد عن يحيى القطان عن إسماعيل بلفظ: "ما كانت أعقل مني فيهن ولا أحب أن أعي ما يقول منها". قوله: "وهو هذا البارز وقال سفيان مرة وهم أهل البازر" وقع ضبط الأولى بفتح الراء بعدها زاي وفي الثانية بتقديم الزاي
(6/608)