باب عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلاَمِ 19
 

مما حذف فيه لفظ: "أنه" وهي تحذف كثيرا من الخط ولا بد من النطق بها وقل من نبه على ذلك، فقد نبهوا على حذف "قال" خطا. وقال ابن الصلاح لا بد من النطق بها، وفيه بحث ذكرته في النكت، ووقع هنا لغير أبي ذر بلفظ: "أن" بدل "عن". قوله: "فصلى على أهل أحد" تقدم الكلام عليه مستوفي في الجنائز، وقوله: "ألا وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن إلخ" هو موافق لحديث أبي هريرة والكلام عليه مستغن عن إعادته، ووقع هنا لأبي ذر عن المستملي والسرخسي "خزائن مفاتيح" على القلب، وقد تقدم في الجنائز والمغازي بلفظ: "مفاتيح خزائن" وكذا عند مسلم والنسائي. قوله: "ولكني أخاف أن تنافسوا فيها" فيه إنذار بما سيقع فوقع كما قال صلى الله عليه وسلم، وقد فتحت عليهم الفتوح بعده وآل الأمر إلى أن تحاسدوا وتقاتلوا ووقع ما هو المشاهد المحسوس لكل أحد مما يشهد بمصداق خبره صلى الله عليه وسلم، ووقع من ذلك في هذا الحديث إخباره بأنه فرطهم أي سابقهم وكان كذلك، وأن أصحابه لا يشركون بعده فكان كذلك، ووقع ما أنذر به من التنافس في الدنيا، وتقدم في معنى ذلك حديث عمرو بن عوف مرفوعا: "ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم" وحديث أبي سعيد في معناه فوقع كما أخبر وفتحت عليهم الفتوح الكثيرة وصبت عليهم الدنيا صبا، وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الرقاق. حديث أسامة بن زيد، وقد تقدم شرح بعضه في أواخر الحج، ويأتي الكلام عليه في الفتن إن شاء الله تعالى. حديث زينب بنت جحش: "ويل للعرب من شر قد اقترب" وسيأتي شرحه مستوفى في آخر كتاب الفتن إن شاء الله تعالى. حديث أم سلمة قالت: "استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سبحان الله، ما أنزل من الخزائن" أورده مختصرا، وسيأتي بتمامه في كتاب الفتن مع شرحه إن شاء الله تعالى. وقوله فيه: "وعن الزهري" هو معطوف على إسناد حديث زينب بنت جحش وهو "أبو اليمان عن شعيب عن الزهري" ووهم من زعم أنه معلق، فإنه أورده بتمامه في الفتن عن أبي اليمان بهذا الإسناد. حديث أبي سعيد "يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم" الحديث. وسيأتي الكلام عليه في الفتن إن شاء الله تعالى. وقوله في الإسناد "عن عبد الرحمن بن صعصعة" هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة، نسب إلى جده الأعلى، وروايته لهذا الحديث عن أبيه عبد الله لا عن أبي صعصعة ولا غيره من آبائه، وقد تقدم إيضاح ذلك في كتاب الإيمان، وقوله في هذه الرواية: "شعف الجبال أو سعف الجبال" بالعين المهملة فيهما وبالشين المعجمة في الأولى أو المهملة في الثانية، والتي بالشين المعجمة معناها رؤوس الجبال، والتي بالمهملة معناها جريد النخل، وقد أشار صاحب المطالع إلى توهيمها، لكن يمكن تخريجها على إرادة تشبيه أعلى الجبل بأعلى النخلة وجريد النخل يكون غالبا أعلى ما في النخلة لكونها قائمة، والله أعلم. حديث أبي هريرة "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم" الحديث، وسيأتي الكلام عليه في كتاب الفتن. وحديث نوفل بن معاوية قال مثل حديث أبي هريرة، وسيأتي شرح المتن في الفتن، وقوله: "وعن الزهري" هو بإسناد حديث أبي هريرة إلى الزهري، ووهم من زعم أنه معلق، وقد أخرجه مسلم بالإسنادين معا من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، وقوله: "إلا أن أبا بكر" يعني ابن عبد الرحمن شيخ الزهري. وقوله: "يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله" يحتمل أن يكون أبو بكر زاد هذا مرسلا، ويحتمل أن يكون زاده بالإسناد المذكور عن عبد الرحمن بن مطيع بن
(6/614)