باب مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ
 
وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ
3725-حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ"
[الحديث 3725-أطرافه في: 4055، 4056، 4057 ]
3726-حدثنا مكى بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعدٍ عن أبيه قال"لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام"
[الحديث:3726- طرفاه في: 3727، 3808]
3727-ثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلاَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ
3728-حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ "إِنِّي لاَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوْ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا: لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي"
[الحديث 3728- طرفاه في:5412، 6453]
قوله: "مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري" أي أحد العشرة يكنى أبا إسحاق. قوله: "وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم أي لأن أمه آمنة منهم، وأقارب الأم أخوال.قوله: "وهو سعد بن مالك" أي اسم أبي وقاص مالك بن
(7/83)

وهيب - ويقال أهيب - ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وعدد ما بينهما من الآباء متقارب. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس لم تسلم، مات بالعقيق سنة خمس وخمسين وقيل: بند ذلك إلى ثمانية وخمسين، وعاش نحوا من ثمانين سنة. أي في التفدية، وهي قوله: "فداك أبي وأمي" وبينه حديث علي "ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد غير سعد بن مالك، فإنه جعل يقول له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمي" وقد تقدم في الجهاد. وفي هذا الحصر نظر لما تقدم في ترجمة الزبير أنه صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم الخندق ويجمع بينهما بأن عليا رضي الله عنه لم يطلع على ذلك، أو مراده بذلك بقيد يوم أحد، والله أعلم. قوله: "ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه" ظاهره أنه لم يسلم أحد قبله لكن اختلف في هذه اللفظة كما سأذكره. قوله: "ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام" سيأتي القول فيه. قوله: "وإني لثلث الإسلام" قال ذلك بحسب اطلاعه، والسب فيه أن من كان أسلم في ابتداء الأمر كان يخفي إسلامه، ولعله أراد بالاثنين الآخرين خديجة وأبا بكر، أو النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وقد كانت خديجة أسلمت قطعا فلعله خصن الرجال، وقد تقدم في ترجمة الصديق حديث عمار "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وأبو بكر" وهو يعارض حديث سعد، والجمع بينهما ما أشرت إليه، أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبد المذكورون وعلي رضي الله عنه، أو لم يكن اطلع على أولئك، ويدل على هذا الأخير أنه وقع عند الإسماعيلي من رواية يحيى بن سعيد الأموي عن هاشم بلفظ: "ما أسلم أحد قبلي" ومثله عند ابن سعد من وجه آخر عن عامر بن سعد عن أبيه، وهذا مقتضى رواية الأصيلي، وهي مشكله؛ لأنه قد أسلم قبله جماعة، لكن يحمل ذلك على مقتضى ما كان اتصل بعلمه حينئذ وقد رأيت في" المعرفة لابن منده" من طريق أبي بدر عن هاشم بلفظ: "ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه: "وهذا لا إشكال فيه إذ لا مانع أن لا يشاركه أحد في الإسلام يوم أسلم، لكن أخرجه الخطيب من الوجه الذي أخرجه ابن منده فأثبت فيه: "إلا" كبقية الروايات فتعين الحمل على ما قلته.قوله: "تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم" وصله المؤلف في" باب إسلام سعد" من السيرة النبوية وهو مثل رواية ابن أبي زائدة هذه. قوله: "إني لأول العرب رمى" كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين، وهي أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة، بعث ناسا من المسلمين إلى رابغ ليلقوا عيرا لقريش فتراموا بالسهام ولم يكن بينهم مسايفة، فكان سعد أول من رمى، ذكر ذلك الزبير بن بكار بسند له وقال فيه عن سعد أنه أنشد يومئذ:
ألا هل أتى رسول الله أني ... حميت صحابتي بصدور نبلي
وذكرها يونس بن بكير في زيادة المغازي من طريق الزهري نحوه، وابن سعد من وجه آخر عن سعد "أنا أول من رمى بسهم ثم خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا". قوله: "ماله خلط" بكسر المعجمة أي لا يختلط بعضه ببعض من شدة جفافه وتفتته.ى قوله: "ثم أصبحت بنو أسد" أي ابن خزيمة بن مدركة، وكانوا ممن شكاه لعمر في القصة التي تقدم بيانها في صفة الصلاة، ووقع عند ابن بطال أنه عرض في ذلك بعمر بن الخطاب وليس بصواب، فإن عمر من بني عدي بن كعب بن لؤي ليس من بني أسد.ووقع عند النووي" أسد بن عبد
(7/84)

العزى" يعني رهط الزبير بن العوام، وهو وهم أيضا. قوله: "تعزرني على الإسلام" أي تؤدبني، والمعنى تعلمني الصلاة، أو تعيرني بأني لا أحسنها. قوله: "خبت" أي إن كنت محتاجا إلى تعليمهم، وقد تقدمت قصته مع الذي زعموا أنه لا يحسن يصلي في صفة الصلاة. قوله: "وضل عملي" في رواية ابن سعد عن يعلى بن عبيد عن إسماعيل" وضل عمليه" بزيادة هاء السكت.
(7/85)