باب مَنَاقِبِ بِلاَلِ بْنِ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
 
وَقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ"
3754-حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ "كَانَ عُمَرُ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلاَلًا"
3755-حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ أَنَّ بِلاَلًا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ"
قوله: "مناقب بلال بن رباح" بفتح الراء والموحدة وآخره مهملة، وقد تقدم في "باب البيع والشراء مع المشركين" من البيوع بيان الاختلاف في كيفية شرائه، وذكر ابن سعد أنه كان من مولدي السراة، واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح، وجاء عن أنس عند الطبراني وغيره إنه حبشي وهو المشهور، وقيل نوبي. قوله: "مولى أبي بكر" روى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن قيس بن أبي حازم قال: "اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق، وهو مدفون بالحجارة". قوله: "وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سمعت دف نعليك في الجنة" هو طرف من حديث أورده في صلاة الليل، وقد تقدم شرحه. قوله: "كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني بلالا" قال ابن التين: يعني أن بلالا من السادة، ولم يرد أنه أفضل من عمر. وقال غيره: السيد الأول حقيقة والثاني قاله تواضعا على سبيل المجاز، أو أن السيادة لا تثبت الأفضلية، فقال ابن عمر "ما رأيت أسود من معاوية" مع أنه رأى أبا بكر وعمر. قوله: "حدثنا إسماعيل" هو ابن أبي خالد "عن قيس" هو ابن أبي حازم. قوله: "أن بلالا قال لأبي بكر" كأن قوله ذلك لأبي بكر في خلافة أبي بكر، وقد وقع ذلك صريحا في رواية أحمد عن أبي أسامة عن إسماعيل بلفظ: "قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم". قوله: "فدعني وعمل الله" في رواية الكشميهني: "وعملي لله" وفي رواية أبي أسامة "فذرني أعمل لله" وذكر ابن سعد في" الطبقات" في هذه القصة من الزيادة" أنه قال رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، وأن أبا بكر قال لبلال: أنشدك الله وحقي، فأقام معه بلال حتى توفي، فلما مات أذن له عمر فتوجه إلى الشام مجاهدا فمات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة عشرين" والله أعلم. وكانت وفاته بدمشق ودفن بباب الصغير وبهذا جزم النووي، وقيل: دفن بباب كيسان، وقيل: بداريا، وقيل: بحلب، ورده المنذري وقال: الذي مات بحلب أخوه خالد، وزعم ابن السمعاني
(7/99)

أن بلالا مات بالمدينة، وغلطوه.
(7/100)