باب {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قَالَ سَالِمٌ الْيَقِينُ الْمَوْتُ}
 
قوله: "باب قوله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قَالَ سَالِمٌ الْيَقِينُ الْمَوْتُ} قال سالم: اليقين الموت" وصله الفريابي وعبد بن حميد وغيرهما من طريق طارق بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد بهذا، وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة
(8/383)

وغيرهما مثله، واستشهد الطبري لذلك بحديث أم العلاء في قصة عثمان بن مظعون "أما هو فقد جاءه اليقين، وإني لأرجو له الخير" وقد تقدم في الجنائز مشروحا، وقد اعترض بعض الشراح على البخاري لكونه لم يخرج هنا هذا الحديث وقال: كان ذكره أليق من هذا؛ قال ولأن اليقين ليس من أسماء الموت.
قلت: لا يلزم البخاري ذلك، وقد أخرج النسائي حديث بعجة عن أبي هريرة رفعه: "خير ما عاش الناس به رجل ممسك بعنان فرسه" الحديث، وفي آخره: " حتى يأتيه اليقين ليس هو من الناس إلا في خير" فهذا شاهد جيد لقول سالم، ومنه قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} وإطلاق اليقين على الموت مجاز، لأن الموت لا يشك فيه.
(8/384)



الموضوع التالي


سورة النَّحْلِ

الموضوع السابق


سورة الْحِجْرِ