سورة الْعَنْكَبُوتِ
 
قَالَ مُجَاهِدٌ وَكَانُوا {مُسْتَبْصِرِينَ} ضَلَلَةً وَقَالَ غَيْرُهُ الْحَيَوَانُ وَالْحَيُّ وَاحِدٌ {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ} عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ فَلِيَمِيزَ اللَّهُ كَقَوْلِهِ {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ} {أَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أَوْزَاراً مَعَ أَوْزَارِهِم"
قوله: "سورة العنكبوت - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} سقطت "سورة والبسملة" لغير أبي ذر. قوله: "وقال مجاهد: وكانوا مستبصرين ضللة" وصله ابن أبي حاتم من طريق شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: معجبين بضلالتهم. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال: كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها. قوله: "وقال غيره: الحيوان والحي واحد" ثبت هذا لأبي ذر وحده، وللأصيلي: الحيوان والحياة واحد، وهو قول أبي عبيدة قال: الحيوان والحياة واحد وزاد: ومنه قولهم نهر الحيوان أي نهر الحياة، وتقول حييت حيا، والحيوان والحياة اسمان منه. وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {لَهيَ الحَيَوانُ} قال: لا موت فيها. قوله: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ} علم الله ذلك إنما هي بمنزلة فليميز الله كقوله: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} وقال أبو عبيده في قوله تعالى: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي فليميزن الله لأن الله قد علم ذلك من قبل. قوله: {وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أوزارا مع أوزارهم "هو قول أبي عبيدة أيضا. وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: من دعا قوما إلى ضلالة فعليه مثل أوزارهم. ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال: "وليحملن أثقالهم" أي أوزارهم {وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أوزار من أضلوا.
(8/510)