باب {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}
 
4825- حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ اللِّزَامُ وَالرُّومُ وَالْبَطْشَةُ وَالْقَمَرُ وَالدُّخَان"
قوله في الرواية الأخيرة "أخبرنا محمد" هو ابن جعفر غندر. قوله: "عن سليمان" هو الأعمش، ومنصور هو ابن المعتمر. قوله: "حتى حصت" بمهملتين أي جردت وأذهبت، يقال سنة حصاء أي جرداء لا غيث فيها. قوله: "فقال أحدهم" كذا قاله في موضعين أي أحد الرواة، ولم يتقدم في سياق السدوسي موضع واحد فيه اثنان سليمان ومنصور، فحق العبارة أن يقول قال أحدهما لكن تحمل على تلك اللغة. قوله: "وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان" وقع في الرواية التي قبلها "فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجوع" ولا تدافع بينهما لأنه يحمل على أنه كان مبدؤه من الأرض ومنتهاه ما بين السماء والأرض، ولا معارضة أيضا بين قوله: "يخرج من الأرض" وبين قوله: "كهيئة الدخان" لاحتمال وجود الأمرين بأن يخرج من الأرض بخار كهيئة الدخان من شدة حرارة الأرض ووهجها من عدم الغيث، وكانوا يرون بينهم وبين السماء مثل الدخان من فرط حرارة الجوع، والذي كان يخرج من الأرض بحسب تخيلهم ذلك من غشاوة أبصارهم من فرط الجوع، أو لفظ: "من - الجوع" صفة الدخان أي يرون مثل الدخان الكائن من الجوع.
(8/574)

سورة الجاثية
...