سورة مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 
{أَوْزَارَهَا} آثَامَهَا حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلاَّ مُسْلِمٌ {عَرَّفَهَا} بَيَّنَهَا وَقَالَ مُجَاهِدٌ {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} وَلِيُّهُمْ {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ} أَيْ جَدَّ الأَمْرُ {فَلاَ تَهِنُوا} لاَ تَضْعُفُوا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {أَضْغَانَهُمْ} حَسَدَهُمْ {آسِنٍ} مُتَغَيِّرٍ
قوله: "سورة محمد صلى الله عليه وسلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كذا لابن ذر، ولغيره {الَّذِينَ كَفَرُوا} حسب. قوله: "أوزارها آثامها حتى لا يبقى إلا مسلم" قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} قال: حتى لا يكون شرك، قال: والحرب من كان يقاتله، سماهم حربا. قال ابن التين: لم يقل هذا أحد غير البخاري. والمعروف أن المراد بأوزارها السلاح، وقيل حتى ينزل عيسى بن مريم انتهى. وما نفاه قد علمه غيره؛ قال ابن قرقول: هذا التفسير يحتاج إلى تفسير، وذلك لأن الحرب لا آثام لها، فلعله كما قال الفراء آثام أهلها، ثم حذف وأبقى المضاف إليه، أو كما قال النحاس: حتى تضع أهل الآثام فلا يبقى مشرك انتهى. ولفظ الفراء الهاء في أوزارها لأهل الحرب أي آثامهم، ويحتمل أن يعود على الحرب والمراد بأوزارها سلاحها انتهى. فجعل ما ادعى ابن التين أنه المشهور احتمالا. قوله: "عرفها: بينها" قال أبو عبيدة في قوله: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} بينها لهم وعرفهم منازلهم. قوله: "وقال مجاهد: {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} وليهم" كذا لغير أبي ذر وسقط له، وقد وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا. قوله: "فإذا عزم الأمر أي جد الأمر" وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه. قوله: "فلا تهنوا: فلا تضعفوا" وصله ابن أبي حاتم من طريقه كذلك. قوله: "وقال ابن عباس: أضغانهم حسدهم" وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله: {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} قال: أعمالهم، خبثهم والحسد. قوله: "آسن متغير" كذا لغير أبي ذر هنا، وسيأتي في أواخر السورة.
(8/579)