سورة ق
 
{رَجْعٌ بَعِيدٌ} رَدٌّ {فُرُوجٍ} فُتُوقٍ وَاحِدُهَا فَرْجٌ {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وَرِيدَاهُ فِي حَلْقِهِ وَالْحَبْلُ حَبْلُ الْعَاتِقِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ} مِنْ عِظَامِهِمْ {تَبْصِرَةً} بَصِيرَةً {حَبَّ الْحَصِيدِ} الْحِنْطَةُ {بَاسِقَاتٍ} الطِّوَالُ {أَفَعَيِينَا} أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ {وَقَالَ قَرِينُهُ} الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ {فَنَقَّبُوا} ضَرَبُوا {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِغَيْرِهِ {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} رَصَدٌ {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} الْمَلَكَانِ كَاتِبٌ وَشَهِيدٌ شَهِيدٌ شَاهِدٌ بِالْغَيْبِ {مِنْ لُغُوبٍ} النَّصَبُ وَقَالَ غَيْرُهُ {نَضِيدٌ} الْكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أَكْمَامِهِ وَمَعْنَاهُ مَنْضُودٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ أَكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ {وَإِدْبَارِ النُّجُومِ} {وَأَدْبَارِ السُّجُودِ} كَانَ عَاصِمٌ يَفْتَحُ الَّتِي فِي ق وَيَكْسِرُ الَّتِي فِي الطُّورِ وَيُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَيُنْصَبَانِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {يَوْمَ الْخُرُوجِ} يَوْمَ يَخْرُجُونَ إِلَى الْبَعْثِ مِنْ الْقُبُورِ
قوله: "سورة ق. {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} سقطت البسملة لغير أبي ذر، وروي عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: ق اسم من أسماء القرآن. وعن ابن جريج عن مجاهد قال: جبل محيط بالأرض، وقيل هي القاف من قوله قضي الأمر، دلت على بقية الكلمة كما قال الشاعر "قلت لها قفي لنا قالت قاف" .
قوله: "رجع بعيد: رد" هو قول أبي عبيدة بلفظه. وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج قال: أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا. قوله: "فروج: فتوق واحدها فرج" أي بسكون الراء، هو قول أبي عبيدة بلفظه، وروى الطبري من طريق مجاهد قال. الفرج الشق. قوله: "من حبل الوريد وريداه في حلقه، والحبل حبل العاتق" سقط هذا لغير أبي ذر، وهو قول أبي عبيدة بلفظه وزاد: فأضافه إلى الوريد كما يضاف الحبل إلى العاتق. وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى:{مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} قال من عرق العنق. قوله: "وقال مجاهد: ما تنقص الأرض منهم من عظامهم" وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح بهذا، وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا. وعن جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن: أي من أبدانهم. "تنبيه" : زعم ابن التين أنه وقع في البخاري بلفظ: "من أعظامهم" ثم استشكله وقال: الصواب من عظامهم. وفعل بفتح الفاء وسكون العين لا يجمع على أفعال إلا نادرا. قوله: "تبصرة بصيرة" وصله الفريابي عن مجاهد هكذا. وقاله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {تَبْصِرَةً} قال: نعمة من الله عز وجل. قوله: {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} الحنطة "وصله الفريابي أيضا عنه. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هو البر والشعير. قوله: {بَاسِقَاتٍ} الطوال" وصله
(8/593)

الفريابي أيضا كذلك. وروى الطبري من طريق عبد الله بن شداد قال بسوقها طولها في قامة. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني طولها. قوله: {أَفَعَيِينَا} أفأعيي علينا" سقط هذا لأبي ذر، وقد تقدم في بدء الخلق. قوله: "رقيب عتيد رصد" وصله الفريابي أيضا كذلك. وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يكتب كل ما تكلم به من خير وشر. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة قال: قال الحسن وقتادة {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ} أي ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه. وكان عكرمة يقول: إنما ذلك في الخير والشر قوله: "سائق وشهيد: الملكان كاتب وشهيد" وصله الفريابي كذلك. وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها. وروى نحوه بإسناد موصول عن عثمان. قوله: "وقال قرينه الشيطان الذي قيض له" وصله الفريابي أيضا؛ وقال عبد الرزاق عن قتادة نحو. قوله: "فنقبوا ضربوا" وصله الفريابي أيضا وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قول "فنقبوا في البلاد" قال: أثروا. وقال أبو عبيدة في قوله: {فَنَقَّبُوا} طافوا وتباعدوا، قال امرؤ القيس:
وقد نقبت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
قوله: "أو ألقى السمع: لا يحدث نفسه بغيره" وصله الفريابي أيضا. وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي محمدا صلى الله عليه وسلم مكتوبا، قال معمر وقال الحسن: هو منافق استمع ولم ينتفع. قوله: "حين أنشأكم وأنشأ خلقكم" سقط هذا لأبي ذر، وقد تقدم في بدء الخلق، وهو بقية تفسير قوله: "أفعيينا" وحقه أن يكتب عندها. قوله: "شهيد شاهد بالغيب" في رواية الكشميهني: "بالقلب" ووصله الفريابي من طريق مجاهد بلفظ الأكثر. قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} من نصب" وصله الفريابي كذلك، وتقدم في بدء الخلق أيضا. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: قالت اليهود إن الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت، فأكذبهم الله فقال: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} . قوله: "وقال غيرهم نضيد: الكفري ما دام في أكمامه، ومعناه منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد" هو قول أبي عبيدة بمعناه. قوله: {وأدبار النجوم} وأدبار السجود" كان عاصم يفتح التي في ق ويكسر التي في الطور ويكسران جميعا وينصبان" هو كما قال، ووافق عاصما أبو عمرو وابن عامر والكسائي على الفتح هنا، وقرأ الباقون بالكسر هنا، وقرأ الجمهور بالفتح في الطور وقرأها بالكسر عاصم على ما نقل المصنف؛ ونقلها غيره في الشواذ، فالفتح جمح دبر والكسر مصدر أدبر يدبر إدبارا، ورجح الطبري الفتح فيهما. قوله: "وقال ابن عباس يوم الخروج يوم يخرجون إلى البعث من القبور" وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس بلفظه، وتقدم في الجنائز نحوه.
(8/594)