سورة وَالنَّازِعَاتِ
 
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الآيَةَ الْكُبْرَى} عَصَاهُ وَيَدُهُ يُقَالُ النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ سَوَاءٌ مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِيلِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ النَّخِرَةُ الْبَالِيَةُ وَالنَّاخِرَةُ الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخَرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْحَافِرَةِ الَّتِي أَمْرُنَا الأَوَّلُ إِلَى الْحَيَاةِ وَقَالَ غَيْرُهُ أَيَّانَ مُرْسَاهَا مَتَى مُنْتَهَاهَا وَمُرْسَى السَّفِينَةِ حَيْثُ تَنْتَهِي"
قوله: "سورة والنازعات" كذا للجميع. قوله: "زجرة صيحة" ثبت هذا للنسفي وحده، وقد وصله عبد بن حميد من طريقه. قوله: "وقال مجاهد {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} هي الزلزلة" ثبت هذا للنسفي وحده، وقد وصله عبد بن حميد من طريقه بلفظ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ} وهي الزلزلة. قوله: "وقال مجاهد: الآية الكبرى عصاه ويده" وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله. قوله: "سمكها بناءها بغير عمد" ثبت هذا هنا للنسفي وحده، وقد تقدم في بدء الخلق. قوله: "طغى عصى" ثبت هذا للنسفي وحده، وقد وصله الفريابي من طريق مجاهد به. قوله: "الناخرة والنخرة سواء مثل الطامع والطمع والباخل والبخيل" قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {عِظَاماً نَخِرَةً} ناخرة ونخرة سواء. وقال الفراء مثله، قال: وهما قراءتان أجودهما ناخرة. ثم أسند عن ابن الزبير أنه قال على المنبر: ما بال صبيان يقرءون نخرة؟ إنما هي ناخرة. قلت: قرأها نخرة بغير ألف جمهور القراء، وبالألف الكوفيون لكن بخلف عن عاصم.
" تنبيه " : قوله: "والباخل والبخيل" في رواية الكشميهني بالنون والحاء المهملة فيهما، ولغيره بالموحدة والمعجمة وهو الصواب، وهذا الذي ذكره الفراء قال: هو بمعنى الطامع والطمع والباخل والبخل. وقوله: "سواء" أي في أصل المعنى، وإلا ففي نخرة: مبالغة ليست في ناخرة. قوله: "وقال بعضهم النخرة البالية، والناخرة العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر" قال الفراء: فرق بعض المفسرين بين الناخرة والنخرة فقال: النخرة البالية، والناخرة العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر. والمفسر المذكور هو ابن الكلبي، فقال أبو الحسن الأثرم الراوي عن أبي عبيدة: سمعت ابن الكلبي يقول: نخرة ينخر فيها الريح، وناخرة بالية. وأنشد لرجل من فهم يخاطب فرسه في يوم ذي قار حين تحاربت العرب والفرس:
أقدم نجاح إنها الأساورة ... فإنما قصرك ترب الساهرة
ثم تعود بعدها في الحافرة ... من بعدما كنت عظاما ناخرة
(8/690)

أي بالية. قوله: "الساهرة وجه الأرض" كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيها الحيوان نومهم وسهرهم. ثبت هذا هنا للنسفي وحده، وقد تقدم في بدء الخلق، وهو قول الفراء بلفظه. قوله: "وقال ابن عباس: الحافرة إلى أمرنا الأول، إلى الحياة" وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: "الحافرة" يقول: الحياة وقال الفراء: الحافرة يقول إلى أمرنا الأول، إلى الحياة. والعرب تقول أتيت فلانا ثم رجعت عل حافري أي من حيث جئت، قال: وقال بعضهم الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم، فسماها الحافرة أي المحفورة، كماء دافق أي مدفوق. قوله: "الراجفة النفخة الأولى، تتبعها الرادفة النفخة الثانية" وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} النفخة الأولى "تتبعها الرادفة" النفخة الثانية. قوله: "وقال غيره {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} متى منتهاها؟ ومرسى السفينة حيث تنتهي" قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} متى منتهاها. قال: ومرساها منتهاها إلخ ثم ساق حديث سهل بن سعد "بعثت والساعة - بالرفع والنصب - كهاتين" وسيأتي شرحه في الرقاق. قوله: "قال ابن عباس: أغطش أظلم" ثبت هذا للنسفي وحده، وقد تقدم في بدء الخلق.