باب {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
 
تقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى واحد ما تركك ربك. وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك
4951- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ قَالَتْ امْرَأَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُرَى صَاحِبَكَ إِلاَّ أَبْطَأَكَ فَنَزَلَتْ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
قوله: "باب قوله {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} "كذا ثبتت هذه الترجمة في رواية المستملي، وهو تكرار بالنسبة إليه لا بالنسبة للباقين لأنهم لم يذكروها في الأولى. قوله: "تقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى واحد ما تركك ربك" أما القراءة بالتشديد فهي قراءة الجمهور، وقرأ بالتخفيف عروة وابنه هشام وابن أبي عليه. وقال أبو عبيدة "ما ودعك" يعني بالتشديد من التوديع و "ما ودعك" يعني بالتخفيف من ودعت انتهى، ويمكن تخريج كونهما بمعنى واحد على أن التوديع مبالغة في الودع لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ في تركك. قوله: "وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك" وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بهذا. قوله: "في الرواية الأخيرة: "قالت امرأة: يا سول الله ما أرى صاحبك إلا أبطأك" هذا السياق يصلح أن يكون خطاب خديجة، دون الخطاب الأول فإنه يصلح أن يكون خطاب حمالة الحطب لتعبيرها بالشيطان والترك ومخاطبتها بمحمد، بخلاف هذه فقالت: صاحبك. وقالت أبطأ. وقالت يا رسول الله. وجوز الكرماني أن يكون من تصرف الرواة، وهو موجه لأن مخرج الطريقين واحد. وقوله: "أبطأك" أي صيرك بطيئا في القراءة، لأن بطأه في الإقراء يستلزم بطء الآخر في القراءة، ووقع في رواية أحمد عن محمد بن جعفر عن شعبة "إلا أبطأ عنك".
(8/711)