سورة الْقَارِعَةِ
 
{كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ {كَالْعِهْنِ} كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ كَالصُّوفِ
قوله: "سورة القارعة" كذا لغير أبي ذر، واكتفى بذكرها مع التي قبلها. قوله: {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا. كذلك الناس يجول بعضهم في بعض" هو كلام الفراء، قال في قوله {كَالْفَرَاشِ} يريد كغوغاء الجراد إلخ. وقال أبو عبيدة: الفراش طير لا ذباب ولا بعوض، والمبثوث المتفرق، وحمل الفراش على حقيقته أولى، والعرب تشبه بالفراش كثيرا كقول جرير:
إن الفرزدق ما علمت وقومه ... مثل الفراش غشين نار المصطلى
وصفهم بالحرص والتهافت: وفي تشبيه الناس يوم البعث بالفراش مناسبات كثيرة بليغة، كالطيش والانتشار والكثرة والضعف والذلة والمجيء بغير رجوع والقصد إلى الداعي والإسراع وركوب بعضهم بعضا والتطاير إلى النار. قوله: "كالعهن كألوان العهن" سقط هذا لأبي ذر، وهو قول الفراء قال: كالعهن لأن ألوانها مختلفة كالعهن وهو الصوف. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: كالعهن كالصوف. قوله: "وقرأ عبد الله كالصوف" سقط هذا لأبي ذر. وهو بقية كلام الفراء، قال: في قراءة عبد الله - يعني ابن مسعود "كالصوف المنفوش" .
(8/728)