بَاب مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنْ اسْمِهِ حَرْفاً
 
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا هِرٍّ"
6201- حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام؟ قلت وعليه السلام ورحمة الله. قالت: وهو يرى ما لا نرى" .
6202- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي الثَّقَلِ وَأَنْجَشَةُ غُلاَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُوقُ بِهِنَّ. فَقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا أَنْجَشُ رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ" .
قوله: "باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا" كذا اقتصر على حرف، وهو مطابق لحديث عائشة في "عائش" ولحديث أنس في "أنجش". وأما حديث أبي هريرة فنازع ابن بطال في مطابقته فقال: ليس من الترخيم، وإنما هو نقل اللفظ من التصغير والتأنيث إلى التكبير والتذكير، وذلك أنه كان كناه أبا هريرة وهريرة تصغير هرة فخاطبه باسمها مذكرا، فهو نقصان في اللفظ وزيادة في المعنى. قلت: فهو نقص في الجملة، لكن كون النقص منه حرفا فيه نظر، وكأنه لحظ الاسم قبل التصغير وهي هرة فإذا حذف الياء الأخيرة صدق أنه نقص من
(10/581)

الاسم حرفا، وقد ترجم في "الأدب المفرد" مثله، لكن قال: "شيئا" بدل "حرفا" وأورد فيه حديث عائشة "رأيت عثمان والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب كتفه يقول: أكنت عثم" وجبريل يوحي إليه. قوله: "وقال أبو حازم عن أبي هريرة: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هر" بتشديد الراء ويجوز تخفيفها، وهذا طرف من حديث وصله المصنف رحمه الله في الأطعمة أوله "أصابني جهد شديد - وفيه - فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي فقال: يا أبا هر" ويأتي في الرقاق حديث أوله "والذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع" وفيه مثله. قوله: "يا أنجش رويدك" تقدم شرحه في "باب ما يجوز من الشعر" وأكثر ما وقع في الروايات بغير ترخيم، ويجوز في الشين الضم والفتح كما في الذي قبله.
(10/582)

باب الكنية للصبي قبل أن يولد وقبل أن يولد للرجل
...