أَبُو نُوَاسٍ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ هَانِىء الحِكَمِيُّ |
رَئِيْسُ الشُّعَرَاءِ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ هَانِئ الحِكَمِيُّ.
وَقِيْلَ: ابْنُ وَهْبٍ. وُلِدَ: بِالأَهْوَازِ، وَنَشَأَ بِالبَصْرَةِ. وَسَمِعَ مِنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَتَلاَ عَلَى: يَعْقُوْبَ. وَأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ: أَبِي زِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَمَدَحَ الخُلَفَاءَ وَالوُزَرَاءَ، وَنَظْمُهُ فِي الذِّرْوَةِ، حَتَّى لَقَالَ فِيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ - شَيْخُهُ -: أَبُو نُوَاسٍ لِلْمُحْدَثِيْنَ، كَامْرِئِ القَيْسِ لِلْمُتَقَدِّمِيْنَ. قِيْلَ: لُقِّبَ بِهَذَا؛ لِضَفِيْرَتَيْنِ كَانَتَا تَنُوْسَانِ عَلَى عَاتِقَيْهِ - أَيْ: تَضْطَرِبُ -. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الجَرَّاحِ الحِكَمِيِّ؛ أَمِيْرِ الغُزَاةِ، وَهُوَ القَائِلُ: سُبْحَانَ ذِي المَلِكُوتِ أَيَّةُ لَيْلَةٍ * مَخَضَتْ صَبِيْحَتُهَا بِيَوْمِ المَوْقِفِ لَوْ أَنَّ عَيْناً وَهَّمَتْهَا نَفْسُهَا * مَا فِي المَعَادِ مُحَصَّلاً لَمْ تَطْرِفِ وَلَهُ: أَلاَ كُلُّ حَيٍّ هَالكٌ وَابْنُ هَالكٍ * وَذُو نَسَبٍ فِي الهَالِكِيْنَ عَرِيقِ إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ، تَكَشَّفَتْ * لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيَابِ صَدِيْقِ وَلأَبِي نُوَاس أَخْبَارٌ وَأَشعَارٌ رَائِقَةٌ فِي الغَزَلِ وَالخُمُوْرِ، وَحُظْوَةٌ فِي أَيَّامِ الرَّشِيْدِ وَالأَمِيْنِ. مَاتَ: سَنَةَ خَمْسٍ، أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -. (9/281) وَلَهُ وَهُوَ حَدَثٌ: حَامِلُ الهَوَى تَعِبُ * يَسْتَخِفُّهُ الطَّرَبُ إِنْ بَكَى يَحِقُّ لَهُ * لَيْسَ مَا بِهِ لَعِبُ تَضْحَكِيْنَ لاَهِيَةً * وَالمُحِبُّ يَنْتَحِبُ تَعْجَبِيْنَ مِنْ سَقَمِي * صِحَّتِي هِيَ العَجَبُ وَيُقَالُ: مَا رُؤِيَ أَحْفَظُ مِنْ أَبِي نُوَاسٍ، مَعَ قِلَّةِ كُتُبِهِ، وَشِعرُهُ عَشْرَةُ أَنْوَاعٍ، وَقَدْ بَرَّزَ فِي العَشْرَةِ. اعْتَنَى الصُّوْلِيُّ وَغَيْرُهُ بِجَمْعِ دِيْوَانِهِ، فَلِذَلِكَ يَخْتَلِفُ دِيْوَانُهُ. وَقَدْ سَجَنَهُ الأَمِيْنُ لأَمرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَحَيَاةِ رَأْسِكَ لاَ أَعُو * دُ لِمِثْلِهَا مِنْ خَوْفِ بَاسِكْ مَنْ ذَا يَكُوْنُ أَبَا نُوَا * سِكَ إِنْ قَتَلْتَ أَبَا نُوَاسِكْ (9/282) (17/288) |