أَخُوْهُمَا: مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ |
مَاتَ: كَهْلاً، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
فَرَثَاهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ: تَقُوْلُ لِيَ المَلِيْحَةُ إِذْ رَأَتْنِي: * لِدَمْعِي مِنْ مَآقيِهِ وَكِيْفُ وَبَيْنَ جَوَانِحِي زَفَرَاتُ حُزْنٍ * يَضِيقُ بِحَمْلِهَا بَدَنٌ ضَعِيْفُ أَبَعْدَ مُحَمَّدٍ أَلْهُو بِأَمْرٍ * يَلَذُّ بِهِ المُجَاوِرُ وَالمُطِيفُ قَالَ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَدِّي: لِمَ لَمْ تَرْثِ عَمِّيَ الحَسَنَ؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، مَا رَثَيتُ أَحَداً إِلاَّ ذَهَبَ حُزْنُهُ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَبْقَى حُزْنِي عَلَيْهِ. وَلِعَليٍّ يَرْثِي ابْنَ ابْنِهِ: أَرَى أَفْرُخِي يَمْضُوْنَ قَصَْداً إِلَى البِلَى * وَأُصْبِحُ مِثْلَ النَّسْرِ فِي جَانِبِ الوَكْرِ أُشَيِّعُ مِنْهُم وَاحَِداً بَعْدَ وَاحِدٍ * وَأَرْجِعُ قَدْ أَوْدَعْتُهُ ظُلْمَةَ القَبْرِ فَمَنْ كَانَ مَحْزُوْناً بِفَقْدِ مُنَغِّصٍ * فَقَدْ أَوْجَعَ الأَحْشَاءَ فَقْدُ أَبِي نَصْرِ بُنَيٌّ كَأَنَّ البَدْرَ أَشْبَهَ وَجْهَهُ * يَشِبُّ شَبَابَ الحَوْلِ فِي مُدَّةِ الشَّهْرِ وَكَانَ إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرِي لِحَادِثٍ * نَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَانْجَلَتْ كُرْبَةُ الصَّدْرِ فَيَا دَهْرُ قَدْ أَوْجَعْتَ قَلْبِي لِفَقْدِهِ * فَمَنْ ذَا الَّذِي يُعْدِي مُصَاباً عَلَى الدَّهْرِ سَأَسْتَعْمِلُ التَّسْلِيمَ للهِ وَالرِّضَى * وَأَجْبُرُ ثَلْمَ النَّقْصِ فِي الأَهْلِ بِالصَّبْرِ (12/255) (23/246) قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقُوْلُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِيْثُ: (وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ). فَأَعرَضَ عَنْهُ، فَجَعَلَ يُكَرِّرُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَسُفْيَانُ يُعرِضُ عَنْهُ. فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ! كَمْ تُوَلْوِلُ لِلْعَرَبِ مُنْذُ اليَوْمَ، وَيْلٌ لِلنَّبَطِ مِنْ شَرٍّ قَدْ هَبَطَ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ أَرْبَعَةُ أَجْزَاءٍ: وَاحِدٌ عِنْدَ أَبِي القَاسِمِ بنِ صَصْرَى، وَثَلاَثَةٌ عِنْدَ أَبِي القَاسِمِ السِّبْطِ. (23/247) |