فَضْلَكُ الصَّائِغ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ الرَّازِيُّ
 
الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُحَقِّقُ، أَبُو بَكْرٍ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ الرَّازِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
رَوَى عَنْ: عِيْسَى بن مِيْنَا قَالُوْنَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الأُوَيسِي، وَقُتَيْبَة بنِ سَعِيْدٍ، وَهُدْبَة بن خَالِد، وَطَبَقَتِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطِيُّ، وَمُحَمَّد بن مَخْلَدٍ العَطَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المطِيرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ المَرُّوْذِيُّ: وَرد عَليَّ كِتَابٌ مِنْ نَاحِيَة شيرَازَ أَنَّ فضلكَ قَالَ بنَاحِيَتهِم: إِنَّ الإِيْمَان مَخْلُوْق.
فَبلغنِي أَنَّهُم أَخرجُوهُ مِنَ البلدِ بِأَعوَان.
قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ مَسَائِلِ الفضول، وَالسكوتُ أَوْلَى، وَالَّذِي صَحَّ عَنِ السَّلَفِ وَعُلَمَاءِ الأَثر أَنَّ الإِيْمَان قَوْلٌ وَعملٌ، وَبلاَ رَيْبٍ أَنَّ أَعْمَالنَا مَخْلُوْقَةٌ، لِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: {وَاللهُِ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُوْنَ} [الصَّافَاتُ: 96].
فصحَّ أَنَّ بَعْض الإِيْمَان مَخْلُوْقٌ، وَقولُنَا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَمِنْ إِيْمَاننَا، فَتَلَفُّظنَا بِهَا أَيْضاً مِنْ أَعْمَالنَا.
وَأَمَّا مَاهِيَّةُ الكَلِمَةِ المَلْفُوْظَةِ، فهي غَيْرُ مَخْلُوْقَةٍ، لأَنَّهَا مِنَ القُرْآن -
أَعَاذنَا اللهُ مِنَ الفِتَنِ وَالهَوَى -.
مَاتَ فَضْلَكُ -رَحِمَهُ اللهُ-: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ. (12/631)
(24/137)